ad a b
ad ad ad

«العصائب الحمراء».. «انغماسيو الجولاني» الجدد في «تحرير الشام»

الإثنين 03/فبراير/2020 - 05:59 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

بشريط أحمر معصوب على الرأس، ظهر عدد من المقاتلين في سوريا، وتحديدًا داخل ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» - جبهة النصرة سابقًا-، ضمن قوات النخبة داخل الفصيل السوري المسلح الذي يقوده المدعو «أبومحمد الجولاني»، وأطلق عليه اسم «العصائب الحمراء». 


ويعد مقاتلو «العصائب الحمراء»، نسخة مطورة من «الانغماسيون» (عنصر مقاتل ينغمس خلف خطوط الطرف الآخر ويفتح النار ثم ينسحب)، داخل الهيئة، إذ ظهر «الجولاني» للمرة الأولى مرتديًا عصبة حمراء على رأسه في الفيديو الذي وصف بأنه «البيعة على الموت» لعناصر «العصائب الحمراء» من أجل رفع معنويات قواته بعد انهيار الجبهات التي كانت تسيطر عليها الهيئة بشكل متلاحق.



«العصائب الحمراء»..

ظهور جديد وخسارة سريعة


عملت «تحرير الشام»، بعد الخسائر التي تعرضت لها الفصائل السورية المسلحة في أحياء حلب الشرقية، بالإضافة إلى انحسار العمليات العسكرية وتمركزها بشكل أساسي في إدلب والمناطق المحيطة بها، على تحويل «الإنغماسيون» إلى مقاتلي وحدات نخبة، من شأنها القيام بالعمليات النوعية التي تتجزأ أعمالها على فترات غير متتالية، حث يسعى «أبو محمد الجولاني» من خلال وجوده مع مقاتلي «العصائب الحمراء» إلى رفع معنويات قواته بعد انهيار جبهات الشمال بشكل متلاحق.


وظهرت «العصائب الحمراء» في مقطع فيديو بثته وكالة «إباء» التابعة لـ«تحرير الشام» السبت 1 فبراير 2020، وشنت عقب بيعتها للجولاني هجومًا كبيرًا على مواقع الجيش العربي السوري على محاور القتال شمال غرب مدينة حلب، إلا أن نتائج الهجوم كانت مخيبة لجبهة النصرة وزعيمها «الجولاني»، إذ تمكن الجيش من صد الهجوم، ودمر خمسة مفخخات يقود بعضها انغماسيون، حاولت الوصول إلى نقاط تمركز وحدات الجيش في محيط جمعية الزهراء.


وأعلن الجيش العربي السوري مساء السبت 1 فبراير الحالي أسر ما يقرب من 17 من مقاتلي «تحرير الشام»، خلال تقدمهم في قرية «القلعجية» الواقعة جنوب غرب حلب، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «العصائب الحمراء»، فجرت أربع سيارات مفخخة في ضواحي حلب الغربية. 

«العصائب الحمراء»..

قوات النخبة


تعد مجموعات «العصائب الحمراء» أكبر أقسام ما تعرف بقوات النخبة في «تحرير الشام» التي تتخذها واجهة لها في إدلب، وتم تأسيسها على يد المدعو «أبو اليقظان المصري» الأمير الشرعي العسكري في تحرير الشام، وتشتهر بدموية إرهابييها وبارتكابهم مجازر وحشية بحق المدنيين وبحق الأسرى من الجنود السوريين، كما تشتهر بتكفيرها كل من يعارضها.


وتلقى عناصر «العصائب الحمراء» تدريباتهم من قبل شركة تسمى بـ«تاكتيكال الملاحم» أنشئت في مارس 2016، وأسسها مقاتلون قدموا من روسيا للقتال مع الجماعات الإرهابية، وعلى رأسهم المدعو «أبو رفيق»، ويترأسهم المدعو «أبو سلمان البيلاروسي»، وهو معاون أول سابق في القوات الخاصة الروسية، إذ تعد تلك المجموعات ركيزة أساسية في العمليات العسكرية، وتميزت بالتدريبات العسكرية القاسية والبدنية العالية والتوجيه الشرعي اللازم، كما تنتشر في أغلب المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، بحسب وكالة «إباء» التابعة لتحرير الشام.


ارتبط اسم «العصائب الحمراء» بالعمليات الخاصة والنوعية التي أعلنت عنها «تحرير الشام»، وبرز اسمها في الهجمات التي أعلنت الأخيرة عنها باستهدافهم مواقع لقوات الجيش العربي السوري في محيط «إدلب» وحماة وحلب، إذ روّجت «تحرير الشام» لعناصر «العصائب الحمراء» بأنهم مقاتلون بارزون تدربوا على جميع الفنون القتالية والعمل خلف خطوط ما أسمتهم بـ«العدو».


وفي مطلع أغسطس 2018، نشرت ما تسمى بـ«مؤسسة أمجاد» الذراع الإعلامي لهيئة تحرير الشام، مقطع فيديو ظهر فيه للمرة الأولى مقاتلون من القوات الخاصة التابعة لها، يرتدون ملابس عسكرية مختلفة عن باقي مقاتلي الهيئة وعلى رؤوسهم عصابة حمراء، وسموا أسوة بها بقوات «العصائب الحمراء».


ومن أبرز عملياتها العسكرية، هجومها في مطلع نوفمبر 2018 على موقع للقوات السورية والروسية في قرية «الترابيع» الواقعة بريف حماة الشمالي، أسفر عن مقتل 7 من القوات الروسية، و20 من قوات الجيش العربي السوري، بالإضافة إلى العملية المزدوجة التي نفذتها في مارس 2019، في عمق المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية في ريف حماة، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 25 من القوات السورية، بحسب ما أعلنت عنه «تحرير الشام» آنذاك.

للمزيد: تقارير حقوقية وثقتها.. «هيئة تحرير الشام» ترتكب «جرائم حرب» ضد السوريين

"