ad a b
ad ad ad

تحقيق استقصائي: فصائل سورية موالية لتركيا قتلت ناشطة كردية بوحشية

الثلاثاء 14/يناير/2020 - 08:46 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

تزعج أصوات دعاة السلام قادة الحروب وأمرائها، حيث يرون فيهم خطرًا داهمًا على مشاريعهم الاستيطانية، وهو ما حدث مع الكردية هفرين خلف، الأمين العام لحزب "سوريا المستقبل"، والذي قتلت على الأراضي السورية، فى 12 أكتوبر 2019.

 

وتضاربت الأنباء حول من قتل الناشطة الكردية بهذه الوحشية، وظهر اسم تنظيم «أحرار الشرقية»، أحد فصائل الجيش السوري الحر، المدعوم من تركيا، والذي أنكر قيامه بهذا الأمر، وهو ما طرح تساؤلًا حول من قتلها وأمطر سيارتها بهذا الوابل من الرصاص؟.

هفرين خلف
هفرين خلف

بحث استقصائي

في تحقيق استقصائي بعنوان «هفرين خلف: مقتل صانعة سلام سورية»، حاولت قناة BBC عربية الإجابة عن  سؤال حول الجهة التي تقف وراء مقتل الناشطة الكردية ذات الخمسة وثلاثين 35 عامًا، مستخدمة في ذلك عددًا من المصادر المتاحة.

 

تعد "هفرين خلف" إحدى أبرز الناشطات الكرديات الداعيات إلى التعاون والمساواة ما بين جميع الطوائف والفئات داخل سوريا، مطالبة الأكراد والعرب بالتعاون مع بعضهما البعض، كما اتخذت موقفًا قويًا مضادًا من العدوان التركي على الشمال السوري، ولكن في 12 أكتوبر 2019، ظهر مقطع فيديو مصور من قبل أفراد تابعين لتنظيم يعرف بـ"أحرار الشرقية" يظهر "هفرين" ملقاة على الأرض ومغطاة بالحجارة وملطخة بالدماء، في منتصف الطريق السريع ما بين الحسكة والرقة، بينما أمطرت سيارتها المصفحة بالرصاص، ومع ظهور التعاطف الدولي معها أنكر التنظيم المدعوم من أنقرة صلته بالحادث.

 

ووفقًا لتحقيق BBC العربية، فإن الطريق السريع المعروف "M4 " يعد ممرًا آمنًا، إلا أن قافلة عسكرية تابعة لتنظيم أحرار الشرقية عبرت الحدود السورية قادمة من تركيا، وقامت بإغلاق الطريق، وذلك وفقًا لفيديو نشره التنظيم عبر تطبيق تيليجرام، معلنًا لأتباعه عن وصول من وصفهم بـ«مجاهدي أحرار الشرقية إلى الحسكة وإلى طريق منبج السريع».

 

ونجحت القناة في الحصول على فيديوهات تثبت تنفيذ التنظيم الإرهابي لعمليات تصفية وقتل لعدد من الأفراد المارين بالطريق، بزعم أنهم من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة تنظيمًا إرهابيًا، كما تظهر الفيديوهات أن الإرهابيين سيطروا على الطريق منذ السادسة إلى السابعة صباحًا، أي قبل وصول سيارة هفرين إليه.

للمزيد: رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة.. «أردوغان» أكثر رؤساء العالم رفاهية

تحقيق استقصائي: فصائل

إنكار زائف

حاول فصيل أحرار الشرقية إنكار الأمر عندما تواصل معه فريق BBC عربية، مؤكدين أنهم لم يكونوا متواجدين على طريق M4، حيث تم قتل الناشطة الكردية، إلا أن مقاطع الفيديو التي عرضت عليهم، تظهر أفرادًا من التنظيم الإرهابي متواجدين حول السيارة، بينما يسمع صوت هفرين، ما يؤكد أنهم قتلوها بعد إطلاق النيران على السيارة، وتظهر جثة سائفها فرهاد رمضان ملقاة على الأرض.

 

وآنذاك، أصدر التنظيم الإرهابي بيانًا قال فيه: «المجموعة التي كانت في نقطة التفتيش على طريق M4 السريع تصرفوا دون إذن، وأولئك انتهكوا أوامر القيادة مما يعني أنهم سوف يرسلون للمحاكمة».

 

إلا أن البيان أضاف أن أفراده حاولوا إيقاف السيارة ولكنها لم تتوقف، لذا تعاملوا معها، ولم يكن هدفهم تصفية هفرين بحد ذاتها، ولا يعرفون كيف قتلت؟

 

ونجح فريق BBC في التواصل مع مزارع سوري، مر بالقرب من نقطة التفتيش في صباح يوم مقتل هفرين، والذي أكد أن مقاتلي "أحرار الشرقية" سيطروا على الطريق لفترة، وعندما رحلوا، ذهب لتقصي الأمر، فوجد فتاة مقتولة على بعد 5 أمتار من السيارة، ووجهها مشوه وبها إصابة بالغة بساقها، وأضاف المزارع أنه عثر على 9 جثث عند الحاجز.

 

وأكدت القناة في نهاية تحقيقها أن كافة الأدلة تشير إلى أن الإرهابيين التابعين لتنظيم أحرار الشرقية أطلقوا النيران على السيارة، ثم سحبوا هفرين التي كانت ما زالت على قيد الحياة إلى خارجها، قبل أن يتم إطلاق النيران عليها، والتي بلغ عددها 20 طلقة، وفقًا للتقرير الطبي لمستشفى المالكية العسكري، بالإضافة إلى كسر ساقيها.

 

وطالبت منظمة العفو الدولية عبر تقرير BBC، السلطات التركية بالتحقيق بشأن مقتل هفرين من قبل فصائل يتم دعمها من أنقرة، وقالت المنظمة في تقريرها «يجب فتح تقرير في مقتل هفرين بصورة مستقلة، مع تقديم الجناة إلى العدالة».

 

وأضافت المنظمة في بيانها «إذا لم توقف تركيا الفصائل التي تقاتل بالوكالة عنها في سوريا، وتجبرهم على وضع حدًا للانتهاكات التي يقومون بها، فإن ذلك سوف يشجع هذه الفصائل لارتكاب المزيد من الفظائع ضد المدنيين».

 

ورغم ذلك، رفضت الحكومة التركية التعليق على الطلبات التي قدمتها قناة BBC عربية ومنظمة العفو الدولية، بشأن مسؤولية الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة عن مقتل الناشطة الكردية هفرين خلف.

"