مؤتمر باريس بشأن ليبيا.. أي مستقبل لجماعة الإخوان؟
الأربعاء 30/مايو/2018 - 12:58 م

مؤتمر باريس بشأن ليبيا
عبدالهادي ربيع
أعلنت الأطراف الليبية التزامها بالعمل معًا لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في العاشر من ديسمبر المقبل، ضمن نتائج المؤتمر الفرنسي لحل الأزمة الليبية تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشهد الاجتماع جلوس الأطراف الليبية الرئيسية للمرة الأولى على طاولة واحدة؛ ما أثار التساؤل بشأن مستقبل جماعة الإخوان في السياسة الليبية.

كامل عبدالله، الباحث في الشأن الليبي
وفي هذا الصدد، قال كامل عبدالله، الباحث في الشأن الليبي: إن «الأيديولوجيات السياسية في ليبيا غير متجذرة بين أبناء المجتمعات المحلية، خاصةً جماعة الإخوان»، مستبعدًا أن يكون لها دور حقيقيّ في العملية السياسية المتعثرة.
وأوضح «كامل»، في تصريح لـ«المرجع»، أن جماعة الإخوان تُحاول تقديم نفسها كفاعل رئيسي ضمن آخرين في العملية السياسية، مستخدمةً في ذلك تطوير استراتيجيتها السياسية، والمشاركة في المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة منذ عام 2015، مرورًا بمفاوضات الصخيرات وانتهاءً بمؤتمر باريس.
وأكد أن جماعة الإخوان تحاول من خلال مؤتمر باريس الاستفادة من التجربة التونسية، طامعة في تكرار تجربة «إخوان تونس» في ليبيا؛ ولذلك تتوسع في زياراتها لزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، إضافةً إلى التواصل الدائم مع قيادات إخوان ليبيا.
ولفت الباحث في الشأن الليبي، إلى أن جماعة الإخوان في ليبيا تخشى من العزل السياسي، وهي قلقة بالفعل من مواقف الأطراف الإقليمية، خاصةً مصر، التي صنفت الجماعة ضمن الجماعات الإرهابية، رغم كون فرع الجماعة في ليبيا غير مصنف كجماعة إرهابية من قِبَل مجلس الأمن ولا القوى الكبرى.
وأردف أن جماعة الإخوان لها أطماع في الاندماج بالعمل السياسي الليبي، ورغم كونها مرفوضة اجتماعيًّا فإن المبعوث الأممي غسان سلامة يطمح إلى هذا الاندماج في محاولة لتكرار التجربة التونسية.

ومن جانبه، قال محمود غريب، الباحث في الشأن الليبي: إن «مشاركة جماعة الإخوان في ليبيا بمؤتمر باريس تأتي في إطار حرص الجماعة على تحسين صورتها الدولية»، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان لن تقبل نتائج المؤتمر بشكل حقيقي.
وأوضح «غريب» في حديثه لـ«المرجع»، أن اجتماع باريس ليس إلا صورة التقطت وانتهى الأمر، مستدلًّا بعدم تقبل الأطراف الليبية، خاصة جماعة الإخوان، مناقشة الأفكار بشكل جدي داخل ليبيا؛ ما يُشكك في نواياهم حول حضور هذا المؤتمر، الذي حدد العاشر من ديسمبر المقبل سقفًا زمنيًّا للانتخابات الليبية.

وتابع: «سبق أن جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، العام الماضي، واعتبرت وسائل الإعلام الحادثة قمة تاريخية، خاصةً مع أخذ تعهدات بتنفيذ مخرجات الاجتماع، إلا أن أيًّا منها لم ينفذ حتى الآن».
وأرجع الباحث في الشأن الليبي، فشل تنفيذ مخرجات مؤتمر باريس، إلى عدم توافق جماعة الإخوان مع غيرها من الفصائل بشأن ضوابط قيام الانتخابات، خاصةً مع عدم وجود قانون للانتخابات، مشيرًا إلى أن وضع قانون جديد للانتخابات سيحتاج نحو عامين من النقاش للتوافق على القانون الجديد.
وأكد أن جماعة الإخوان في ليبيا تدفع إلى مثل هذه المؤتمرات باعتبارها جزءًا من العملية السياسية والأمنية في الوقت نفسه، خاصةً مع وجود قوات البنيان المرصوص التابعة للجماعة.

واستبعد «غريب» أن تنجح جماعة الإخوان بليبيا في تكرار تجربة جارتها تونس، باعتبار الاختلاف الاجتماعي، وكذلك بسبب طبيعة الجماعتين، فإخوان ليبيا ميليشيات مسلحة تدعي الشرعية، وتريد أن تكون هي الدولة في ليبيا، على عكس إخوان تونس الذين أُجبروا على الاندماج في الدولة التونسية.
وحضر المؤتمر الفرنسي الذي عقد في قصر الإليزيه، رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح عيسى، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري.