يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«المرجع» يحاور الموثق التاريخي لـ«ممالك النار»: العثمانيون محتلون وقتلة.. والمصريون واجهوهم ببسالة

السبت 28/ديسمبر/2019 - 05:18 م
المرجع يحاور الموثق
المرجع يحاور الموثق التاريخي لـممالك النار
شيماء يحيى
طباعة

- سليم الاول كان دمويًّا يؤمن بالحكم بالحديد والدم والنار .. حاول تنصيب نفسه خليفة للمسلمين

- المصريون واجهوا الاحتلال العثماني ببسالة وشجاعة منقطعة النظير

  

بعد مضي 500 عام، يعيد التاريخ  نفسه، فما زالت الأطماع التركية تحيط بالمنطقة، من خلال مطامع الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الذى يرتدي عباءة أسلافه المحتلين، ويتقمص شخصية السلطان العثماني فى إعادة حلم الإمبراطورية العثمانية الوهمي .


ولرفع اللثام عن تلك الفترة التاريخية البغيضة من الاحتلال العثماني تحت راية الإسلام، وبمسميات عدة منها: الفتح، أو توسيع رقعة الخلافة الاسلامية، وما إلى ذلك من شعارات رنانة سرعان ما تخدع الشعوب باللعب على وتر الدين، حاور «المرجع» الأستاذ الدكتور محمد صبري الدالي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورئيس قسم التاريخ بمعهد البحوث والدراسات العربية، والأستاذ بكلية الآداب، بجامعة حلوان المصرية، وهو كاتب المادة العلمية للعمل الفني المميز «ممالك النار» الذي أثار ضجة واسعة النطاق، كونه فضح التاريخ الاستعماري لسلاطين الأتراك، وعبثهم بالأوطان، جاء الحوار كالتالي:

 

«المرجع» يحاور الموثق

بدايةً.. كيف وظّف العثمانيون فكرة الخلافة لخدمة أطماعهم السياسية؟


إذا درسنا التاريخ بعمق، نرى هذا واضحًا في العصور القديمة وما بعدها، وفي هذا السياق يمكن أن نتكلم عن توظيف العثمانيين للدين في خدمة السياسة، وبناءً على دراسات مؤكدة يقول التاريخ إن العثمانيين لم يهتموا بطرح فكرة الخلافة إلا في أوقات معينة، وخاصة بعد احتلالهم مصر بفترة طويلة، لخدمة أغراضهم وأطماعهم.


واستغل السلطان التركي سليم الأول فكرة الدفاع عن الأراضي المقدسة التي كانت مصر تدافع عنها بالفعل، فالخليفة المتوكل، كان آخر الخلفاء العباسيين في مصر، ثم بعد ذلك سجنه سليم في أسطنبول، ليستولي على مصر، محاولًا إغراء «طومان باي» الخليفة العباسي، بالاستسلام على أن يجعله نائبًا عنه في حكم مصر، إلا أن طومان باي رفض تمامًا، وجهّز البلاد لمواجهة الجيش العثماني الغازي، وبمجرد دخول سليم، إلى مصر شنق «طومان باي» على باب زويلة في 13 أبريل من العام 1517، الموافق22 ربيع الأول سنة 923 هـجرية، وترك جثته معلقة، وأصبحت مصر ولاية عثمانية وقتل آلاف المصريين الذين قاوموه.

«المرجع» يحاور الموثق

وهل ادعى العثمانيون أنهم عرب؟


العثمانيون طرحوا فكرة الخلافة منذ البداية كتوظيف سياسي حتى تتيح لهم فرصة احتلال المنطقة، ولا نجد إحياء لهذا المصطلح إلا في مناسبات معينة، مثال على ذلك، حرب الدولة العثمانية ضد إيران، وحربها ضد النمسا أو وسط أوروبا، أو ضد روسيا، وهنا كان الادعاء العثماني موجودًا فقط بزعم أنهم يمثلون المسلمين، وأنهم أصحاب الخلافة.


ومع أواخر القرن الـ18 انتصرت روسيا على الدولة العثمانية، وما لا يعرفه البعض أن العثمانيين عندما سيطروا على منطقة حوض نهر الفولجا وعلى شبه جزيرة القرم، كان معظم سكان هذه المناطق مسلمين منذ أيام الدولة المنغولية، إذًا فأكذوبة نشر العثمانيين للإسلام تسييس، لكنهم أشاعوا هذا لأغراض سياسية.


وماذا عن تسيس النصوص الدينية؟


كان هناك تسييس للدين أيضًا، وذلك عندما أراد السلطان «سليم» أن يوجد شرعية دينية لاحتلال المنطقة العربية، فأتى ببعض علمائه فاختلقوا له نصوصًا مزعومة ومنسوبة إلى الدين، بأن العثمانيين سيفتحون المنطقة العربية في عام 1516 و1517، وتذرعوا فى ذلك بالادعاء والتلفيق، واستخدام التوظيف الديني للآية القرآنية الكريمة «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»، وهى التي استخدمها «سليم» في رسائله، كنوع من الخداع الدينى والسياسي، كما استندوا إلى تفسيرات وفق أهوائهم للكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، خدمةً لأهدافهم السياسية.


«المرجع» يحاور الموثق

حدثنا عن تركيبة شخصية سليم الاول.


كان ذا ميول دموية، غليظ القلب، يؤمن بأن الحكم لا بد أن يكون بالحديد والدم والنار، وكان سيء الظن بمن حوله، وقتل أخويه ومعظم أبناء إخوته.


كما جرّد مصر من خيرة صناعها المهرة وعلمائها الذين نقلهم عنوة إلى العاصمة العثمانية، وخلال تلك الحقبة وحتى عام 1807 م، عاشت مصر أضعف حالاتها خلال حكم العثمانيين.


ما مصادر العمل الفني «ممالك النار»؟

المادة التاريخية للعمل الفني «ممالك النار» تم جمعها ليس فقط من مصادر تاريخية مصرية مثل كتب «ابن إياس»، و«ابن زنبل»، ولكن من مصادر تركية، و شامية، وإيرانية، وروسية، وأوروبية، ويمنية وحجازية، ووثائق ورسائل رسمية.


«المرجع» يحاور الموثق

وكيف كان تعامل المصريين مع المحتل العثمانى؟


واجه العثمانيون بسالة وشجاعة منقطعة النظير، من المصريين الذين أحزنهم ما جرى لطومان باي، وادرك المصريون أن العثمانيين غزاة ومحتلون، ولذا استبسلوا أمامهم، ما دفع المحتل لقتلهم، وارتكاب مذابح بشعة بحقهم.


طالبتم قبل ذلك بتغيير أسماء شوارع القاهرة التى تحمل أسماء سلاطين الأتراك، واستجابت الأجهزة التنفيذية، فهل ترون وجوب خطوات أخرى في هذا الصدد؟


لا يصح إطلاق اسم مستعمر على أحد شوارع مصر؛ حيث أفقدها استقلالها وقتل آخر سلطان لها، كما قتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها، ولم تتوقف مساوئ هذا المحتل العثمانى عند هذا الحد فقد حول مصر الدولة العظيمة لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية.
"