عملة موحدة واستثمار.. متغيرات «إيكواس» لمحاربة الإرهاب في غرب أفريقيا

في إطار المساعي الدولية لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء،
احتضنت عاصمة بوركينا فاسو «واجادوجو» السبت 14 سبتمبر، قمة طارئة لقادة
المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «ECOWAS»، ناقشت مخاطر الإرهاب التي تهدد المنطقة والحاجة الماسة إلى تنسيق
جهود مكافحة الإرهاب المستعر في مناطق بحيرة تشاد والساحل، ومقاومة الانتشار المتطرف
للميليشيات المسلحة المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».
وناقشت القمة أيضًا التباحث حول وسائل تعزيز الأمن وفرض السيطرة
على منطقة غرب أفريقيا مع ضرورة إيجاد رؤية جماعية واضحة لمواجهة خطر الإرهاب.
وانعقدت القمة بحضور الأعضاء الخمسة عشر في كتلة غرب أفريقيا ورؤساء موريتانيا وتشاد، وقال رئيس منظمة «ايكواس» إن الزعماء المجتمعين تعهدوا بتخصيص مليار دولار لمكافحة التشدد الإسلاموي الراديكالي الذي استفحل في المنطقة وأصبح يعوق جهود التنمية والاستثمارات المرجوة من القارة الواعدة.

بينما أشار رئيس اللجنة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، جان
كلود كاسي برو إلى إن اللجنة قررت المساهمة ماليًّا وبشكل عاجل في الجهود المتنامية
لمكافحة الإرهاب بالمنطقة، كما دعا هيئة الأمم المتحدة أيضًا إلى تعزيز مهمة حفظ السلام
التابعة لبعثة الأمم المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وتوجد البعثة في
البلاد منذ 2013.

من جهته قال مفوض سيراليون لدى نيجيريا، سولومون جيمبه إن
تنفيذ العملة الموحدة لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) سيقلل من
اعتماد الدول الأعضاء على الغرب وسيخلق استقلالية في الإنفاق، كما طالب الدول الأعضاء
بالعمل من أجل الوفاء بالموعد النهائي لتنفيذ العملة الموحدة «إيكو» التي
كانت تشكل بالفعل تهديدًا للدول الغربية على حد قوله.
ووفقًا لما نشره موقع «Vanguard» في 14 سبتمبر
2019، فإن مبعوث سيراليون أشار إلى أن منطقة غرب أفريقيا تحظى بالكثير من الموارد المعدنية
والطبيعية والموارد البشرية، والتي إذا تم تسخيرها بشكل فعال وجدي ستجعل المنطقة وجهة
تجارية للدول الغربية، لافتًا إلى أن مواطني أفريقيا متعلمون ومثقفون ولديهم ما يكفي
من الموهبة والأحلام التي ستمكنهم من النهوض، وبالأخص في حالة وجود عملة موحدة لدول
الغرب وتعاون اقتصادي واستثماري فيما بينهم ما سيعزز فرص المستقبل والحاضر أيضًا لدى
الشباب.
كما أكد سولومون جيمبه أن الدول الأفريقية لديها جميع الموارد
الطبيعية الموجودة في العالم، مستنكرًا إرسالها للغرب دون الاستفادة منها، لافتًا إلى
النفط والماس والذهب والزراعة والأرض الصالحة ودور ذلك في تحقيق اكتفاء ذاتي لدول القارة،
ما سيمكنها من إطعام مواطنيها دون الحاجة للخارج، ما سيقلل بدوره الفساد والاغتراب
والانضواء تحت رايات الجماعات المتطرفة.
واستكمل «جيمبه» حديثه حول المقومات السياحية التي
تمتلكها سيراليون على سبيل المثال قائلًا إن شواطئ منطقة بون آيلاند في بلاده تشبه
كثيرًا الريفيرا الفرنسية، وبالتالي فإن العملة
الموحدة ستدعم تطلعات القارة، داعيًا القادة للالتزام بإنهاء صكها في 2020 مثلما سبق
الاتفاق.
جدير بالإشارة أن الأمم المتحدة ذكرت في يوليو 2019 أن الهجمات
الإرهابية باتت تتصاعد بسرعة كبيرة في غرب أفريقيا، ما يدفع المنطقة إلى ضرورة التفكير في تعزيز ردها بما يتجاوز الجهود العسكرية الحالية
مع توحيد الجهود الإنمائية والاقتصادية والمجتمعية من أجل الهدف ذاته.
وفي عام 2017، أطلقت خمس دول - بوركينا فاسو ، والنيجر ، وتشاد
، ومالي ، وموريتانيا - بدعم من فرنسا فرقة عمل G5 لمحاربة الإرهاب،
لكن الوضع في «بوركينا فاسو» بدأ يتدهور بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة؛ إذ
أسفر هجوم في أواخر أغسطس 2019 عن مقتل 24 جنديًّا، إلى جانب عدد من العمليات المتزايدة.