ad a b
ad ad ad

إخوان موريتانيا على حافة الهاوية.. بين الصراعات الداخلية وإقصاء «الغزواني»

الأحد 15/سبتمبر/2019 - 09:16 ص
المرجع
أسماء البتاكوشي
طباعة

خلال الأسبوع المنصرم، شهد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية في موريتانيا، المعروف اختصارًا بـ«تواصل»،أحداثًا عدة؛ أظهرت إسقاط الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، جماعة الإخوان وحزبها من حساباته السياسية؛ وهو ما برز خلال لقاءاته مع عدد من رموز وقادة أحزاب المعارضة التي تجاوز فيها الحزب.


وجاءت جولة «الغزواني» الحوارية لتطبيع الحياة السياسية، تزامنًا مع حصد حكومته بقيادة رئيس الوزراء إسماعيل ولد سيديا مقاعد البرلمان الذي ابتدر نشاطه الأسبوعي ببيان السياسة العامة للحكومة، الأمر الذي خلف ارتياحًا كبيرًا في أوساط الحزب الحاكم.

إخوان موريتانيا على
واللافت للنظر استقبال «الغزواني» خلال الأسبوع الماضي قادة تيار «راشدون» المنشقين قبل أشهر عن «تواصل» الإخواني، وإعلان قيادي سابق قبل أيام التحاق تيار آخر يقوده بدعم «الغزواني» وبرنامج حكومته؛ ما يدل على فشل آخر لجماعة الإخوان، وإقصائها عن المشهد السياسي، الذي من شأنه أن يقودها إلى المزيد من التصدع والانشقاقات في الأيام المقبلة.

وظهرت الانقسامات للعلن حينما هنَّأ محمد جميل منصور، القيادي السابق في "تواصل" الرئيس "الغزواني" إلى جانب عدد كبير من قيادات التنظيم، في حين ذهبت القيادة الحالية للحزب في اتجاه معاكس عندما وقَّعت مع عدد من أحزاب المعارضة بيانًا يرفض نتائج الانتخابات.

كما وجه «منصور» انتقادات ضمنية إلى قيادات الإخوان، على خلفية موقفهم من دعم المرشح الرئاسي رئيس الوزراء محمد ولد بوبكر.

كما شكلت سلسلة تدوينات منصور- أكبر منظري التنظيم في موريتانيا- ضربة قوية لوحدة التنظيم الداخلية، ووجهت له أكبر صفعة لحزبه منذ إنشائه عام 2007.

وخلال الأشهر الأخيرة كثرت الانشقاقات، التي دبت في التنظيم بعد إعلان حزبهم «تواصل» دعم المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية المنصرمة محمد ولد بوبكر، وأدت تلك الخطوة إلى تمرد العديد من القيادات المؤسسة للتنظيم والأطر الشبابية والكتل الانتخابية، والتحاقها بالرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني غداة ترشحه للرئاسيات.
إخوان موريتانيا على

وعلق محمد عز الدين، الباحث المختص في الشأن الأفريقي، على ذلك قائلًا: إن الصراع الجديد في صفوف «الإخوان» هو الأقوى؛ لاتخاذه طابعًا جغرافيًّا، وإذكائه للخلافات التقليدية بين تيارات في الحركة متصارعة على النفوذ والهيمنة.


وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن الإخوان يعيشون في الوقت الراهن حالة غير مسبوقة من الانشقاقات والانقسامات، إضافة إلى تجاهلهم من قبل الرئيس الموريتاني؛ ما يعرضهم إلى مزيد من الانهيار، مشيرًا إلى أن ذلك يعتبر بداية النهاية للحزب الإخواني «تواصل».


ورأى الباحث المختص في الشأن الأفريقي أن ما يجري في الوقت الحالي، داخل الحزب هي حروب تصفية، وانعكاس لاستفحال الأزمة بين تيارين يقود أحدهما الرئيس الحالي للحزب، بينما يقود الآخر غريمه رئيسه السابق.

"