«حيدر الزمار».. طباخ «داعش» ومجند منفذي هجمات «11 سبتمبر»

خمسيني يقبع في السجون السورية بتهمة الانضمام لتنظيم «داعش»، اعتُقل عام 2001 بتهم إرهابية وحكم عليه عام 2008 بالسجن لمدة 12 عامًا، لكن تم الإفراج عنه عام 2013، وبعدها انضم «داعش» فألقي القبض عليه مجددا خلال العامين السابقين.
هو «محمد حيدر الزمار».. سوري يحمل الجنسية الألمانية أيضًا، من مواليد عام 1961 في محافظة حلب، في بداية حياته غادر من سوريا إلى ألمانيا، وعمل في مجال الميكانيكا، وكان عمره يناهز الـ13 عامًا، وكان يقطن هو وعائلته مدينة «هامبرج» الألمانية.
وخلال فترة شبابه اعتاد الذهاب إلى المساجد، وخلال تلك الفترة تعرف على عدد من العناصر ذات الفكر المتشدد، حتى اقتنع بفكرها، وبدأ ينشر الفكر في المساجد،
الأمر الذي جعل الأجهزة الأمنية الألمانية تضعه تحت المنظار.
ووفقًا لنتائج
تحقيقات الشرطة الألمانية عندما ألقت القبض عليه أول مرة قبيل انضمامه لتنظيم «داعش»، أنه منذ
عام 1991 قرر اللجوء إلى العنف، وكان هذا العام بداية جديدة في مشوار حياته، وذلك بمساندته أحد الإرهابيين ويُدعى «محمد مأمون دركزنلي».
وأشارت التحقيقات إلى أن «محمد مأمون دركزنلي» سهل لـ«الزمار» الوصول إلى الأردن في بداية الثمانينيات، والاتصال بزعيم تنظيم كان يُعرف بـ«الطليعة المقاتلة» (أحد الفصائل المسلحة التابعة لإخوان سوريا)؛ بهدف الدخول إلى سوريا، وحينها بقي في الأردن نحو شهر لكنه لم يستطع الدخول إلى سوريا؛ بسبب تكثيف الدوريات الأمنية على الحدود خلال الفترة التي قامت فيها جماعة الإخوان بعمليات إرهابية ضد النظام السوري وقتها.
وأوضحت نفس التحقيقات، أنه وبعد فشله عاد من جديد إلى
ألمانيا، ومنها اتجه إلى أفغانستان، وشارك في القتال بالشيشان وكوسوفو والبوسنة والهرسك
بين عامي 1992 و1995، وتدرب على صناعة المتفجرات.
وفي عام 1997 عاد الزمار، من أفغانستان إلى ألمانيا، ولفت هذا
الأمر انتباه الأجهزة الأمنية في ألمانيا، إذ بدأت في مراقبة نشاطاته في مسجد «القدس»
في هامبورج؛ حيث كان يقوم بعمليات الدعوة إلى الجهاد، بحسب ما جاء في تحقيقات
ألمانيا.
وأخد «الزمار»، يركز جهده على الشباب العرب الذين يترددون
على مساجد هامبورج، واستطاع تجنيد كلً من «محمد عطا» و«زياد الجراح» و«مروان الشحي»، وهم ممن شاركوا في هجمات 11 سبتمبر، وأرسلهم
إلى أفغانستان في العام 1998 استعدادًا للانتقال إلى الولايات المتحدة للتدرب على الطيران.
وخلال الفترة السابقة، أفصح «الزمار» عن هويته الحقيقية للحكومة السورية، وبعض الصحف الأمريكية الكبرى، وأبرزها «واشنطن بوست»، التي أكدت أن المعلومات التي أدلى بها صحيحة.
وبحسب روايته أثناء التحقيقات، لم يلعب «زمار» دورًا
كبيرًا في تاريخ الجماعات المسلحة سوى قيامه بتجنيد منفذي أحداث 11 سبتمبر.
ويقول «زمار» وفقًا لما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إنه حاول إقناع منفذي أحداث 11 سبتمبر، بالسفر إلى أفغانستان، وتلقي تدريب عسكري
هناك؛ من أجل شن هجمات متتالية على معسكرات الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان،
وأنه في البداية التقى بواحد من منفذي الهجمات وهو «رمزي بن الشيبة» اليمني المحتجز
في الوقت الحالي بسجن «جوانتانامو» ثم التقى بعد ذلك بالإرهابي وأحد منفذي أحداث 11
سبتمبر «محمد عطا» الذي قاد أول طائرة من أصل طائرتين ضربتا برج مركز التجارة العالمي.
وواصل في حديثه للواشنطن بوست: أن عائلته انتقلت إلى
ألمانيا وهو في سن العاشرة من عمره، وأنه حاول المشاركة في أول عمل مسلح عام 1982،
ثم بعد ذلك سافر إلى الأردن في محاولة منه لدخول سوريا؛ من أجل الانضمام إلى مسلحين
ينتمون لجماعة الإخوان في سوريا ويعملون ضد النظام السوري، لكن السلطات الأردنية حينها
أعادته إلى ألمانيا، وخلال تلك الرحلة التقى بشخص إرهابي يدعو محمد بهايا الشهير «بأبو
خالد السوري»، ولعب هذا الشخص دورًا كبيرًا في حياة «زمار» الإرهابية.
وتابع قوله: «أرسل بهايا دعوة من أجل السفر إلى أفغانستان، وبالفعل استجاب لدعوته وزارها لأول مرة عام 1991، ليتلقى تدريبًا بأحد المعسكرات الإرهابية التي يديرها بهايا، وخلال الفترة التي ظلَّ فيها في أفغانستان قام بتنفيذ أكثر من عملية إرهابية ضد القوات الأمريكية الموجودة هناك، وبعد ذلك زار لندن وهناك تعرف على الداعية «أبو قتادة».
وفي عام 2013، أطلق سراحه من السجون السورية مع 6 إرهابيين
في اتفاقية لتبادل الأسرى مقابل عدد من ضباط الجيش العربي السوري، وأجرى المفاوضات
حينها صديقه القديم بهايا، الذي أصبح قياديًّا بارزًا في جماعة تُعرف بـ«أحرار الشام».
وعقب خروج «زمار» من السجن عام 2013، اختار الانضمام لتنظيم «داعش» الإرهابي، وكان يعمل في التنظيم بمجال الطبخ وفض المنازعات والإشراف على تنظيف المرافق.