ad a b
ad ad ad

اللاجئات السوريات في تركيا.. ثلاثية «الجوع والإهمال والاغتصاب»

الثلاثاء 03/سبتمبر/2019 - 10:04 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

استغلالًا لضعفهن وحاجتهن إلى المال والإعاشة، تتعرض اللاجئات السوريات فى تركيا لعمليات بيع وشراء تحت مسمى الزواج أحيانًا، بل وقد يجبرن على العمل في الدعارة بعد تعرضهن لعمليات اغتصاب وحشية، وهو الأمر الذي حدا بمجموعة من ناشطي موقع التواصل «تويتر»، تدشين هاشتاج جديد تحت عنوان (#تركيا_تتاجر_بالسوريات)، طالبوا من خلاله الـسلطات بالحد من هذا الاستغلال، وسرعة تدخل المنظمات الحقوقية لإيقافه.

كان لتركيا النصيب الأكبر من اللاجئين؛ واستغلت الأزمة السورية في الحصول على مساعدات وإمدادات من الدول الأوروبية، ومنذ بداية الأزمة السورية واندلاع الحرب عام 2011، خضعت سياسة تركيا الخارجية والأمنية لمتغيرات كثيرة، ففي بادئ الأمر كانت تتبع استراتيجية تدعو بها إلى الديمقراطية والمساواة واحتواء الأزمة بسلام، لكن وبعد تصاعد الأزمة، باتت استراتيجية تركيا تتمحور حول قيادة الموقف من الخلف، والنظر في مصالحها أولًا.


اللاجئات السوريات

ووفقًا للمركز البحثي الإيطالي " Osservatorio Balcani Caucaso" الذي رصد الأوضاع التي يعيشها اللاجئون في تركيا، يشكل النساء حوالي نصف عدد اللاجئين السوريين في تركيا، ويتعرضن لعمليات عنف جنسي كبيرة، ويجدن صعوبة في التعايش وإيجاد وظيفة أو التواصل باللغة التركية، كما تفتقد النساء للمعاملة الجيدة ولا يعرفن أين يمكن اللجوء أو المساعدة أو حتى الحصول على دعمٍ نفسي أو اجتماعي.

وتحدثت تقارير إعلامية عالمية عدة، عن اللاجئات السوريات، ففي تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية عام 2017، أشار إلى أنه في الوقت الذي تستقبل فيه الدول الأوروبية أعدادًا كبيرة من طالبي اللجوء السياسي الذكور، فإن مجتمعات اللاجئين في الدول المحيطة بسوريا، بل وفي داخلها، هي من النساء والأطفال، ويتعرض هؤلاء النساء للاستغلال؛ نظرًا لعدم وجود من يحميهن؛ حيث يجبرن على الزواج أو الدعارة.

معاناة السوريات 

أجرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان مقابلات مع نحو اثنتي عشرة امرأة، تعرضن للتحرش الجنسي في المخيمات، كما ذكرت هيئة حقوق الإنسان للإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 800 حالة اغتصاب ضد نساء سوريات تحدث في المخيمات التركية.

وتشير تقارير إلى انتشار عصابات داخل المخيمات تعمل على تزويج فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و25 عامًا مقابل مبلغ مادي يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف ليرة تركية للفتاة الواحدة، ومنهن من يتزوج لفترة قصيرة ويطلقن، فيما تجبر الأخريات على ممارسة الدعارة داخل تركيا، وأحيانًا قد يكون عمر الفتاة 13 عامًا.

وكشفت صحيفة «ايدنليك» التركية عام 2011، عن حدوث ما لا يقل عن 400 حالة اغتصاب لنساء من سوريا في مخيم «بوينويوغون» التركي، وظهرت آثار اعتداء جنسي على بعض الفتيات.

وتابعت الصحيفة أنه تبين بعد فحوصات طبية خضعت لها النساء والفتيات، ظهور 250 حالة حمل، الأمر الذي أثار بلبلة كبيرة داخل المخيم، مؤكدةً أنه تم استغلال بعض النساء المغتصبات لتشغيلهن في الدعارة خارج المخيمات، وفشلت الحكومة التركية في حماية فتيات المخيمات، وباتت أوضاع المخيمات تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.


اللاجئات السوريات

الأثر النفسي

ولهذه الظاهرة عواقب خطيرة قد تهدد مستقبل الفتاة؛ لأن أغلبهن صغيرات السن ويتزوجن بطرق غير قانونية، ويؤثر ذلك على غالبيتهن وعلى حالتهنّ النفسية، فلديهن دومًا هاجس الخوف من طلاقهن وعدم تقاضي حقوقهن، كما أن الفتاة المتزوجة من تركي يكون لديها تخوفات مستمرة من معرفة الزوجة الأولى بالموضوع، ومن المساءلة القانونية على هذا، كما أنهن لا يستطعن إنجاب أطفال.

وتسببت تلك الظاهرة في مشكلات عميقة، خاصةً في المناطق الحدودية، وارتفعت نسب طلاق التركيات بسبب لجوء الزوج إلى الزواج من سورية بطريقة سرية.

الكلمات المفتاحية

"