الإرهاب في الصومال.. شيوخ العشائر يخضعون لحركة الشباب والحكومة تتوعدهم
الثلاثاء 03/سبتمبر/2019 - 05:54 م
أحمد عادل
بحلول يوم الأحد الماضي 1 سبتمبر 2019، تكون قد انقضت المهلة التي أعطتها ما تسمى «حركة الشباب»، الإرهابية والمنتمية لتنظيم القاعدة، لشيوخ العشائر الصومالية الذين شاركوا في انتخاب نواب البرلمان الفيدرالي وبرلمانات الولايات الإقليمية، وكانت مدة المهلة 45 أيام لتسجيل أنفسهم لدى الحركة المسلحة.
وبحسب موقع الصومال الجديد، أكدت الحركة، أن 635 من شيوخ العشائر حضروا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الإرهابية، وخضوعوا لما أسمته الحركة «استتابة» عن المشاركة في انتخاب نواب البرلمانات على المستويين الفيدرالي والإقليمي.
وعلى صعيد رسمي، توعدت الولايات الإقليمية في الصومال كل من ذهب إلى مناطق سيطرة الحركة الإرهابية بالملاحقة القانونية، وعلى إثر ذلك، اعتقلت إدارة إقليم هيران بولاية هيرشبيلي مؤخرًا نحو 10 من شيوخ العشائر الذين رضخوا لتهديد «الشباب»، وأشارت إلى أنها أحالتهم إلى القضاء.
التوبة عن الديمقراطية
وشهد يوم 14 يوليو 2019، إعلان الحركة في بيان لها، عبر وكالة شاهد الوسيلة الإعلامية للحركة المسلحة، عنوان موضوع يسمى «دعوة للتوبة»، وزعم البيان أن شيوخ العشائر «وقعوا في منطقة الكفر»، وعليه ارتأت الحركة ضرورة إعلان توبتهم، بل هددت كل شيخ يفشل في الاستفادة من هذه الفرصة بمعاقبته وفقًا لما أسموه الشريعة الإسلامية.
واتسمت حركة شباب المجاهدين بشيوخ العشائر على فترات طويلة بالاضطراب والهدوء، فتارةً كان هناك تعاون بين الجانبين، وذلك من أجل اتقاء شر الحركة المسلحة وعدم تنفيذ عمليات إرهابية ضدهم، وتارة أخرى شهدت العلاقات بين الجانبين توترات وحروبًا.
ويعد المجتمع الصومالي، مجتمعًا قبليًّا من الأساس، فهو يتكون من عدة قبائل سواء في الوسط أو الشمال أو الجنوب، وساهم البعد القبلي في إسقاط حكم محمد سياد بري في أوائل التسعينيات؛ نظرًا لمناصرة «بري» بعض القبائل على البعض، ومع مرور الوقت تحول زعماء القبائل إبان الحرب الأهلية الصومالية «1990- 2006» إلى أمراء حرب وكل أمير قبيلة كان يفرض سلطاته العسكرية والاقتصادية على المنطقة الواقعة تحت سيطرته.
ويعتبر عدد من القبائل تؤيد الرئيس عبد الله فرماجو، في حين البعض الآخر يؤيد الولايات الجنوبية التي ترفض تدخل الحكومة الفيدرالية في الشأن الداخلي للولايات؛ لذا قد يسعى أي من الاتجاهين إلى التعاون مع حركة الشباب؛ من أجل استهداف ومعاقبة الطرف الآخر.
نهج داعش
وفي تصريح للمرجع، يرى محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي، أن الحركة الصومالية الإرهابية تسعى لكسب ود وتعاطف شيوخ العشائر في مواجهة الحكومة الفيدرالية، ورغم قاعدية أيدلوجيوتها وانتمائها، إلا أنها «أي الحركة» تنتهج نهج داعش في سوريا والعراق وتحاول إقامة دولة داخل الدولة الصومالية، ولن يكون هذا إلا بالتحالف مع رؤوس القبائل، ومن ثم يستطيع توجيه تلك العشائر ضد حكومة محمد عبدالله فرماجو.
وعن دور الدولة، قال الباحث في الشأن الأفريقي: إن الدولة الصومالية أصبحت «مغلوبة على أمرها»؛ حيث تسعى للعودة بالبلاد إلى ما قبل 1981، ويعم الهدوء والأمن والاستقرار في الصومال مرة أخرى، ولكن باءت كل محاولتها بالفشل.
وطالب أن تتضافر الجهود مع الصومال؛ من أجل وقف تمديد حركة شباب المجاهدين في الصومال ولن يأتي ذلك إلا من خلال الاتحاد الأفريقي، وبعض دول الجوار التي تسعى إلى زرع الطمأنينة وعودة الاستقرار في الصومال مرة أخرى .





