يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الهجوم السيبراني.. أحدث فصول المواجهة بين واشنطن وطهران

الخميس 29/أغسطس/2019 - 07:47 م
المرجع
علي رجب
طباعة

ليست حرب الرصاص والطائرات والصورايخ هي التي تبرز طبيعة المعارك بين إيران وأمريكا، لكن للحرب أوجهها المتعددة، فقد أصبحت الهجمات الإلكترونية أحدث فصل في المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، مع تزايد التوترات بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة؛ حيث شنت الولايات المتحدة هجومًا سيبرانيًّا سريًّا استهدف إيران في يونيو الماضي بغرض شل قدراتها على ضرب الملاحة في الخليج، لكن طهران لا تزال تحاول استعادة المعلومات التي تم تدميرها في هذا الهجوم.


الهجوم السيبراني..

تغيير السلوك

وقال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى لصحيفة «نيويورك تايمز» إن الهجوم أدى إلى حذف قاعدة بيانات مهمة تستخدمها ذراع إيران شبه العسكرية من أجل التخطيط لشن هجمات على ناقلات نفط، وأسفر، لفترة مؤقتة على الأقل، عن تدهور قدرة طهران على استهداف حركة الملاحة البحرية في الخليج بشكل سري.


وأكد المسؤولون أن إيران لا تزال تحاول استعادة المعلومات، التي تم تدميرها في هجوم 20 يونيو، وإعادة تشغيل بعض من برامج الكمبيوتر، بما فيها شبكات الاتصالات العسكرية التي جرى فصلها عن الإنترنت.


وقال المسؤول الاستخباراتي السابق رفيع المستوى، نورمان رول، إن العمليات الإلكترونية الأمريكية مصممة لتغيير سلوك إيران من دون بدء صراع أوسع أو التسبب في رد انتقامي.


وفي يونيو الماضي، أعلنت واشنطن الحرب الإلكترونية على طهران، باستهداف أنظمة حاسوبية إيرانية تستخدم لإطلاق الصواريخ، شبكة تجسّس إيرانية مكلّفة بمراقبة السفن التي تعبر مضيق هرمز، وفقًا لموقع «ياهو نيوز».

الهجوم السيبراني..

 هجوم سيبراني


ويعرف الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبدالغفار الدويك،  إنه يمكن التمييز بين 3 صور رئيسية لعمليات الحرب السيبرانية، الأولى مهاجمة شبكات الحاسب الآلي والثانية الدفاع عن شبكات الحاسب الآلي والثالث استطلاع شبكات الحاسب الآلي.


ويقول الدويك، في دراسته المنشورة على موقع الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن آثار الهجمات السيبرانية تتوقف قوة آثارها على ثلاثة عوامل، هي: أهمية الخدمة المقدمة، والاحتياطات المسبقة، وقوة الهجمة. ومن صور الأزمات التي تتعرض لها البنية التحتية المعلوماتية، على سبيل المثال، ضعف الخدمة جزئيًّا (مثل انقطاع التيار الكهربائي)، وتوقف الخدمة كليًّا (مثل توقف كامل لبث القنوات الفضائية)، وتقديم خدمات مزيفة من جهات وهمية (مثل العبث بنظام عمل البنوك).

الهجوم السيبراني..

حرب إيرانية


في المقابل شنت إيران هجمات إلكترونية ضد حكومة الولايات المتحدة والشركات الأمريكية بمعدل ثابت، بحسب المسؤولين.


فقد اتهمت واشنطن طهران بتصعيد الهجمات الإلكترونية. وقال كريس كريبس، مدير وكالة الأمن الإلكتروني التابعة لوزارة الأمن الداخلي، على «تويتر» يونيو الماضي، إن المسؤولين اكتشفوا زيادة في «النشاط الإلكتروني الخبيث» الموجه إلى الولايات المتحدة من قبل أشخاص مرتبطين بالحكومة الإيرانية.


ويذكر أن إيران تملك جيشًا سيبرانيًّا يستخدم في استهداف المؤسسات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وهو ما يجعل الهجوم السيبرني الأمريكي يشكل تطورًا كبيرًا في الحرب الأمريكية الإيرانية.


وقد صنّف «ريتشارد كلارك» -المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي ومؤلّف كتاب «الحرب الإلكترونية»، في كتابه الصادر في عام 2010، إيران على أنّها تقع مباشرة بعد الصين من حيث امتلاك القدرات الهجوميّة في الحرب الإلكترونيّة.


وخلص تحليل أجراه خبراء الأمن السيبراني في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن مجموعة مرتبطة بالحرس الثوري، كانت مسؤولة عن هذا الهجوم وكذلك الهجوم المماثل على الشبكة البرلمانية في عام 2017.


وقد قال تشارلز يو، رئيس شركة «ريسكيورتي» للأمن السيبراني، في فبراير الماضي خلال تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن: «المتسللين الإيرانيين قاموا بسرقة معلومات من قاعدة بيانات خلال هجوم على البرلمان والأحزاب الأسترالية، شملت تفاصيل معلومات وبيانات أكثر من 7000 شخصية سياسية، بما في ذلك أعضاء البرلمان».


كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات في فبراير 2018 على 9 من كبار القادة والشركات التابعة لمجموعة معهد «مبنا» التابع للحرس الثوري الإيراني بتهم شن هجمات سيبرانية على أمريكا وأوروبا واختراق أنظمة الكمبيوتر وسرقة بيانات الملكية.


وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إن: «ضحايا المجموعة شملوا نحو 144 جامعة أمريكية، و176 جامعة أجنبية في 21 دولة، واثنتين من المنظمات غير الحكومية الدولية وخمس وكالات فيدرالية وحكومية في الولايات المتحدة، و11 شركة أجنبية خاصة».

 ومن جانبه أكد الدكتور محمد بناية، الخبير في الشؤون الإيرانية، :إن «الحرب الإلكترونية التي أعلنتها واشنطن ضد إيران تهدف إلى شل قدرة الجيش الإلكتروني الإيراني مما يتيح للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة والتحكم والتجسس على القدرات العسكرية الإيرانية، وإفشال منظومة الصواريخ الإيرانية بشكل واسع».


وأضاف بناية في تصريح لـ«المرجع»: «بالرغم من قدرات الجيش الإلكتروني الإيراني واستهدافه عدة أهداف في هجماته سابقة، لكن استهداف واشنطن لقدرات الجيش الإلكتروني الإيراني يشكل ضربة قوية لقدرات الملالي في الفضاء الإلكتروني وأيضًا في قدرتها على التجسس وتوجيه ضربات لأهداف أمريكية وأوروبية وخليجية».


وأشار الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أهداف الهجمات الإلكترونية الأمريكية المعلنة، باعتبارها أهدافًا عسكرية وتجسسية بشكل كبير، ولكن لم يستبعد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن تكون واشنطن استهدفت أيضًا مؤسسات اقتصادية لتضعف القدرات الاقتصادية لنظام الملالي.

"