في فصل جديد لتطورات الصراع في منطقة الخليج وردع الإرهاب الإيراني المهدد
للملاحة البحرية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن بدء عملية «الحارس» التي تهدف إلى ضمان الملاحة في الخليج العربي
ومضيق هرمز، بمشاركة 4 دول، هي: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، والبحرين، في
رسالة تحذير لطهران، ونواة لتشكيل تحالف عسكري دولي موسع، لاستهداف النظام
الإيراني في حالة استمراره بدعم الإرهاب، وزعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، خلال مؤتمر صحفي عُقد في البنتاجون
الأربعاء 28 أغسطس، عن بدء عملية «الحارس»، قائلا: «يسعدني أن أعلن عن بدء عملية الحارس».
وعلى الرغم من أن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية تواصلت مع العديد من الحلفاء، مطالبين إياهم بالانضمام لهذه المبادرة، فإن «إسبر» أعلن أن هناك ثلاث دول
مشاركين بشكل مبدئي في هذه العملية، وهي بريطانيا وأستراليا والبحرين، بالإضافة إلى
الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي «هذه العملية لها هدفان، الأول ضمان حرية الملاحة
للسفن التجارية الحيوية بالنسبة للاقتصاد العالمي، والثاني هو التصدي للاستفزازات المحتملة، وتجنب نشوب صراع في المنطقة».
ما هي عملية الحارس؟
في 20 يوليو 2019، كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن «عملية الحارس» وهي عملية متعددة الجنسيات؛ لتعزيز الاستقرار البحري، وضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان نشرته عبر «تويتر»، إنها «تقوم بتطوير مجهود بحري متعدد الجنسيات، (عملية الحارس)، لزيادة المراقبة والأمن في المجاري المائية الرئيسية في الشرق الأوسط؛ لضمان حرية الملاحة، في ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج العربي».
وأضاف بيان القيادة المركزية الأمريكية أن «الهدف من عملية الحارس هو تعزيز الاستقرار البحري، وضمان المرور الآمن، وخفض التوترات في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج العربي، ومضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وخليج عمان»، موضحًا أن «إطار الأمن البحري هذا، سيمكّن الدول من توفير حراسة لسفنها التي ترفع علمها، مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته».
وتابع البيان «يواصل المسؤولون الأمريكيون التنسيق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط حول التفاصيل والقدرات اللازمة لـ(عملية الحارس)؛ لتمكين حرية الملاحة في المنطقة، وحماية ممرات الشحن الحيوية».
تحركات لتشكيل حلف عسكري دولي
وقال الجيش الأمريكي في يوليو 2019: إنه يسعى إلى تشكيل حلف عسكري؛ لحماية الخليج خلال الأسابيع المقبلة.
كما بحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هاتفيًّا، الأربعاء 7 أغسطس 2019، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ملفّات الأمن البحري بالخليج وإيران واليمن.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغن أورتاغوس في بيان: «ناقش وزير الخارجية وولي العهد السعودي التوتّرات المتزايدة في المنطقة، والحاجة إلى تعزيز الأمن البحري؛ من أجل تعزيز حرية الملاحة».
وأضافت أورتاغوس، أن بومبيو وولي العهد السعودي تطرقا أيضًا إلى «تطورات ثنائية وإقليمية أخرى، بما فيها مواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار».
من جانبها، أكدت بريطانيا التزامها بحماية حرية الملاحة، والمرور الآمن عبر مضيق هرمز في الخليج.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، عبر صفحتها الرسمية على «تويتر» 7 أغسطس 2019: إن المملكة المتحدة ملتزمة بحماية الملاحة في مضيق هرمز، وذلك من خلال القيام بدور قيادي في بعثة أمنية بحرية دولية جديدة أعلنت بريطانيا الانضمام إليها.
وأَضافت الوزارة أن «سفن البحرية الملكية البريطانية رافقت 47 سفينة جارية ترفع العلم البريطاني في الأسابيع الأخيرة».
وفي سياق متصل بعملية بتأمين مضيق هرمز ضد التهديدات الإيرانية، أعربت الحكومة الدنماركية، عن دعمها للمقترح البريطاني بتشكيل قوة أمنية بحرية بقيادة أوروبية؛ لضمان العبور الآمن لسفن الشحن عبر مضيق هرمز.
وقال وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود: «أرحب باقتراح الحكومة البريطانية لمبادرة دولية للأمن البحري في المنطقة».
وقد اقترحت بريطانيا مؤخرًا، تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لدعم المرور الآمن للطواقم والبضائع في المياه المحيطة بإيران.
التحركات الأمريكية تتزامن مع إعلان وزارة الخارجية البحرينية عن عقد مؤتمر دولي حول الملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، يشارك فيه أكثر من 65 دولة.
وذكرت وزارة الخارجية البحرينية، أن الاجتماع الذي تستضيفه المملكة سيعقد خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا وبمشاركة أكثر من 60 دولة، وهو نتاج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي انعقد بمبادرة من واشنطن في مدينة وارسو في فبراير الماضي.
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد بناية، أن منطقة الخليج تشهد تطورات على مسار تأمين الملاحة في مضيق هرمز، ولكن هذه التطورات تقابل بمراقبة وترقب كبير من الجانب الإيراني، وكل السيناريوهات مفتوحة في هذه المنطقة المتوترة.
وأضاف بناية في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الإعلان عن عملية «الحارس» تشكل نواة لتحالف عسكري دولي موسع لتأمين الملاحة، واستهداف إيران في حالة تهورها عسكريًّا، واستهدافها الدول الخليجية والمصالح الغربية في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وتوقع الخبير في الشؤون الإيرانية، أن تعلن العديد من الدول المشاركة في عملية الحارس، وهذا الإعلان سيكون نواة لتشكيل حلف عسكري متوقع إعلانه خلال مؤتمر المنامة لأمن الملاحة الدولية في الخليج والمنطقة.