بعد سيطرة الجيش السوري على «خان شيخون».. الفصائل المسلحة تعود للمشهد من جديد
بدأت الفصائل المسلحة في الشمال السوري، على رأسها الجماعة الإرهابية «هيئة تحرير الشام»، بشن هجمات بواسطة الصواريخ والقنابل من محافظة إدلب شمالي سوريا على قوات الجيش السوري الوطني وقوات التحالف الدولي في منطقة خان شيخون، الإثنين 26 أغسطس 2019 بحسب وكالة أنباء «سانا» السورية.
وعقب هذا الهجمات درات
معارك كر وفر بين الفصائل المسلحة وقوات الجيش الوطني مع التحالف مستمرة حتى الآن.
وكانت أبرز المناطق التي
شنت عليها الفصائل الإرهابية هجومها هي: «السلومية»
و«الجدوعية» و«شم الهوى» و«تل مرق» بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وفي سياق متصل أعلنت ما تُعرف بـ«غرفة عمليات وحرض المؤمنين» ( أحد الفصائل المسلحة في إدلب شمالي سوريا)، عبر قناتها على «التليجرام» (أحد مواقع التواصل الاجتماعي)، أنها شنت أكثر هجوم على قاعدة عسكرية تابعة للجيش الوطني، ولكنها لم تستطع من خلالها أن تقتل أي جندي من الجيش السوري.
فيما قالت ما تُعرف بـ«الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تضم فصائل ما يُعرف بـ«الجيش الحر»، وتتلقى دعمًا عسكريًّا من تركيا، عبر قناتها على التليجرام، أنها ستشارك مع هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة في أي عملية عسكرية تجعلهم يدخلون «خان شيخون» من جديد.
وتأتي هذه التطورات مع اللقاء المزمع عقده اليوم 27 أغسطس 2019، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ومن المفترض أن يناقشا فيه أزمة محافظة إدلب والمنطقة العازلة واتفاق «سوتشي».
هدوء حذر على مدار أسبوع
وعقب تقدم الجيش السوري وفرض سيطرته على مدينة خان شيخون الأسبوع الماضي، انسحبت الفصائل المسلحة بما فيها هيئة تحرير الشام من المدينة، وعلى مدار هذا الأسبوع التزمت الفصائل بالصمت وكانت في حالة ركود تام، وقللت من عدد العمليات الإرهابية التي كانت تنفذها، هذا الأمر شمل البيانات الإعلامية التي كانت تصدرها الهيئة وغيرها من الفصائل بصفة مستمرة، إذ توقفت تمامًا عن نشرها، واكتفوا بنشر الأخبار العادية.
من جانبه قال محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السبب في عودة الفصائل المسلحة للساحة من جديد، أنها كانت تستعد خلال الأسبوع الماضي على أكمل وجه، ولكن هذا الصمود لن يدوم طويلًا.
وأكد حسين في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الفصائل عندما انسحت من مدينة خان شيخون كانت تدرك أنها لو ظلت أكثر من ذلك في تلك المدينة ستتكبد الكثير من الخسائر على المستويين المادي والبشري، لذلك اتجهت إلى معاقلها بسرعة البرق في إدلب، وتلك الفصائل لديها العديد من الأسلحة والعتاد في إدلب حصلت عليها من التمويلات التركية لهم، واختفت فجأة لتستخدمها من جديد ضد قوات الجيش السوري الوطني والتحالف الدولي.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الهجمات التي شنتها تلك الفصائل لن تجدي أي نفع ولا ضرر، بسبب استحالة دخول خان شيخون مرة أخرى، لأنها أصبحت مؤمنه أكثر من السابق، والقاعدة التركية في تلك المنطقة أصبحت محاصرة، وهذا يعني أن تمويل تلك الجماعات سيكون صعبًا على تركيا خلال الفترة المقبلة.





