ad a b
ad ad ad

استهداف مقرات الحشد الشعبي.. مخطط إيراني يستهدف العراق

الخميس 22/أغسطس/2019 - 03:17 م
المرجع
علي رجب
طباعة

حالة من الغموض تسيطر على الجهة المسؤولة عن استهداف مقرات الحشد الشعبي في العراق، وسط اتهامات من قبل نائب رئيس هيئة الحشد أبي المهدي المهندس، المقرب من الحرس الثوري الإيراني لأمريكا وإسرائيل بأنهما وراء استهداف المقرات، فيما نفت وزارة الدفاع الأمريكية هذه الاتهامات.

استهداف مقرات الحشد

استهداف مقرات الحشد الشعبي

وانفجر مستودع للعتاد تابع لأحد فصائل الحشد الشعبي داخل مقر مجاور لقاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين، الثلاثاء 20 أغسطس 2019، دون معرفة أسباب الانفجار، وذلك في ثاني حادث من نوعه خلال هذا الشهر بعد حادث انفجار مخزن عتاد بمعسكر الصقر في منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، الاثنين 12 أغسطس 2019، والتي ذكرت بعض التقارير غير المؤكدة أنه نجم عن غارة جوية، وأدى إلى مقتل شخص، وإصابة أكثر من 20 آخرين، فضلًا عن إلحاق أضرار مادية كبيرة، جراء انطلاق صواريخ وتطاير قذائف هاون وسقوطها على مناطق آهلة بالسكان.


ويضم الحشد الشعبي عشرات الفصائل والجماعات الشيعية، ويقدر البعض عدده بأكثر من مائة ألف من الشيعة، وهناك 3 جماعات كبيرة؛ «منظمة بدر» بقيادة هادي العامري، و«كتائب حزب الله» بقيادة أبو مهدي مهنس، تلك الخاضعة في إدارتها للجانب العراقي بدرجة كبيرة، مع وجود رعايا إيرانيين بين صفوفها من الذين يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من «الثورة الإسلامية العالمية» التي يقودها ملالي طهران، واثنتين من الجماعات الأخرى، «عصائب أهل الحق» و«حزب الله النجباء»، وهما من الجماعات وثيقة الصلة بالسلطة في طهران، لدرجة لا يمكن اعتبارهما من الوحدات العراقية المستقلة.


ولم يُخف قادة في الحشد قاتلوا مع طهران في حربها للعراق ولاءهم لإيران، ودفاعهم عن الثورة الإيرانية، وقتالهم تحت رايتها، وأعلنوا ذلك في تصريحات سابقة، وهو ما يؤكد قوة التدخل الإيراني في العراق.

استهداف مقرات الحشد

قرارات  حكومية

وعقب تصاعد استهداف مقرات الحشد الشعبي، أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الأسبوع الماضي، بنقل جميع مخازن الذخيرة التابعة للقوات المسلحة أو الفصائل المسلحة خارج المدن.


وألغى كذلك جميع التصاريح للرحلات الخاصة للطائرات العراقية أو الأجنبية؛ ما يعني ضرورة موافقة رئيس الوزراء مسبقاً على الطلعات الجوية، بما فيها التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال داعش.

استهداف مقرات الحشد

اتهامات وتكذيب

واتهم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر آل إبراهيم، المعروف بـ«أبي مهدي المهندس» الولايات المتحدة وإسرائيل باستهداف مقرات ومستودعات الحشد.


وأكد المهندس في بيان الأربعاء 21 أغسطس 2019، أن المسؤول الأول والأخير عن استهداف مقرات الحشد الشعبي هي القوات الأمريكية، مبينًا أن هناك مشروعًا قادمًا لتصفيات جسدية لعدد من شخصيات الحشد والداعمة له، مشيرة إلى أنه ليس لدينا أي خيار سوى الدفاع عن النفس باستخدام كل أساليب الردع للحيلولة دون الاعتداء على مقراتنا.


وقال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي: إن الولايات المتحدة سمحت لأربع طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة مع قوات أمريكية، وتنفيذ مهام على أراض عراقية.


وذكر بيان المهندس: «ليس لدينا أي خيار سوى الدفاع عن النفس، وعن مقراتنا بأسلحتنا الموجودة حاليًّا، واستخدام أسلحة أكثر تطورًا».


من جانب، كذَّب رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، اتهامات «المهندس» قائلا: إن البيان الذي أصدره نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، لا يمثل وجهة نظر الحكومة العراقية ولا الحشد الشعبي.


ولفت الفياض في بيان الأربعاء 21 أغسطس 2019، إلى أن «التحقيقات الأولية التي قامت بها اللجان الخاصة الموسعة والمشكلة بأمر القائد العام للقوات المسلحة حول الانفجارات الأخيرة في مخازن العتاد التابعة لهيئة الحشد الشعبي، أشارت إلى أنها كانت بعمل خارجي مدبر، وأن التحقيقات مستمرة للوقوف بشكل دقيق على الجهات المسؤولة؛ من أجل اتخاذ المواقف المناسبة بحقها».

استهداف مقرات الحشد

نفي أمريكي دولي

من جانبها، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أي دور لبلادها في تفجيرات مستودعات الحشد الشعبي قرب قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد هذا الأسبوع.


كذلك أصدر التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة، توضيحًا بعد بيان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس، الذي اتهم القوات الأمريكية بأنها المسؤول الأول والأخير عن استهداف مقرات الحشد في العراق.


وأوضح التحالف الدولي في تغريدة على «تويتر» أن «مهمته في العراق هي تمكين قوات الأمن العراقية الشريكة على مهمة هزيمة داعش الدائمة»، مؤكدًا أننا «نعمل في العراق بدعوة من الحكومة، ونمتثل لقوانينها وتوجيهاتها».

استهداف مقرات الحشد

من يستهدف الحشد

من جانبه، رأى الخبير في الشأن الإيراني محمود جابر، أنه عدم إعلان أي جهة حتى الآن عن استهداف مقرات الحشد الشعبي، يؤكد أن هذه العمليات هي عمليات مصطنعة من قبل بعض الفصائل المقربة من إيران في الحشد.


وأضاف جابر، لـ«المرجع» أن بيان أبي المهدي المهندس، يؤكد ذلك، فالبيان خرج  ليتهم أمريكا والكيان الصهيوني «إسرائيل»، وهي اتهامات تعتبر مرسلة في ظل إعلان رئيس هيئة الحشد أنه جارٍ التحقيق حتى الآن في استهداف مقرات الحشد، بالإضافة إلى نفي البنتاجون استهداف مقرات الحشد.


وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية، أن اتهامات المهندس تشير إلى وجود مخطط غامض في العراق يسعى من خلال الحشد الشعبي للسيطرة على مقاليد الأمور في بغداد، وذلك بعد تصريحات القيادي في الحشد يوسف الناصري، والتي هاجم فيها الجيش العراقي، ووصفه بـ«المرتزق»، مطالبًا بحله وإسناد مهتمه إلى الحشد الشعبي؛ ما يوضح أن الأمر يشير لوجود مخطط يستهدف الدولة العراقية.

"