من الأرض للواقع الافتراضي.. أمريكا تجبر ذئاب «داعش» على العواء الإلكتروني
الثلاثاء 20/أغسطس/2019 - 09:43 ص
أمريكا وداعش
أحمد سلطان
في منتصف عام 2016، شن أحد الذئاب المنفردة الداعشية، هجومًا على ملهى ليلي في الولايات المتحدة الأمريكية، مخلفًا أكثر من 100 قتيل ومصاب، ومنذ ذلك الحين، لم يتبن «داعش» أي هجمات داخل الولايات المتحدة، لكنه واصل الدعوة لـ«الإرهاب» والتحريض على العنف.
التسلل الكبير
وفي يونيو 2019، كشف المركز الدولي لمكافحة التطرف والعنف، أن تنظيم داعش كان لديه خطة لاختراق الحدود الأمريكية المكسيكية، وتنفيذ هجمات ضد مؤسسات اقتصادية وعسكرية في الولايات المتحدة.
ووضع داعشي أمريكي مجهول من ولاية نيوجيرسي الخطة، وأعد التنظيم الوثائق والأموال اللازمة للمجموعة التي كانت ستتسلل إلى داخل البلاد، لكن بعد أن رفض بعضهم المشاركة في ما وصفوه بـ«المهمة الانتحارية»، أجهض المخطط بكامله.
في نفس الوقت الذي فشل فيه "«مخطط التسلل الكبير»، بدأت منصات تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحرض على شن هجمات في الولايات المتحدة، واستهداف مراكز القيادة الأمريكية.
الفضاء الإلكتروني بديلًا
ودعت منصات داعشية على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي لتنفيذ هجمات في واشنطن، ونيويورك باستخدام المتفجرات والطائرات، وأية وسيلة متاحة.
وحرضت مؤسسة العرباض الإعلامية -إحدى المؤسسات المناصرة لتنظيم داعش- على تنفيذ هجمات على جسر مانهاتن بنيويورك، ناشرةً تصميمًا لمسلح داعشي، وهو يقف على الجسر، وبحوزته قاذف RBG، بينما تظهر في الخلفية صورًا للتفجيرات.
ودعت مؤسسة العرباض من وصفتهم بـ«فرسان الإعلام والتصميم والكتابة» لنشر تصميماتهم وفيديوهاتهم وكتابتهم التي تحُرض على الهجمات في الولايات المتحدة، محرضةً على شن حرب إعلامية وعسكرية ضد أمريكا.
بينما نشرت قناة المقدسي -إحدى القنوات الإعلامية الداعشية المناصرة- صورةً لأحد المسلحين وهو يقف أمام البيت الأبيض الذي ظهر في الفيديو محترقًا، مهددةً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيواجه موجة جديدة من الإرهاب.
التعامل بجدية
وبحسب موقع الأمن الوطني اليوم «موقع أمريكي مستقل مهتم بشؤون الأمن العالمي»، فإن السلطات الأمريكية تعاملت بجدية مع تهديدات داعش، واعتبرت أنها قد تقع في أي وقت.
وأوضح الموقع، أن دوائر الشرطة والوكالات الأمنية في الولايات المتحدة، تلقت تعليمات برفع حالة الحذر، والاستعداد للتعامل مع عمليات إرهابية قد يقوم بها متطرفون محليون، أو أنصار تنظيمي داعش والقاعدة، وذلك خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال الأمريكي التي تمت خلال الشهر الماضي.
وقال موقع الأمن الوطني: إن مناصري تنظيم داعش الإرهابي قد يستخدمون أية وسيلة بسيطة؛ لشن هجمات إرهابية، مضيفًا أنهم قد يستخدمون السكاكين والألعاب النارية، والسيارات والشاحنات، إضافةً للمتفجرات.
الشرطة الفيدرالية الأمريكية
تحذيرات أمريكية
على خلفية تهديدات تنظيم داعش، أصدرت الشرطة الفيدرالية الأمريكية، ووزارة الأمن الداخلي الأمريكي نشرة تحذيرية للمواطنين الأمريكين بخصوص هجمات إرهابية محتملة في المناسبات الوطنية.
وبحسب النشرة -الموجودة على موقع وزارة الأمن الداخلي- فإن تنظيم داعش يختار المناسبات الوطنية والأعياد التي تكثر فيها التجمعات الشعبية، لتنفيذ هجماته الإرهابية.
وقالت وزارة الأمن الداخلي إنه يصعب تأمين جميع الحشود في مثل تلك المناسبات، وهو ما يعطي فرصة للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ هجماتها.
وقبل نحو عام، اكتشفت الشرطة الفيدرالية FBI محاولة لذئب منفرد من تنظيم القاعدة لشن هجمات بالقنابل في ذكرى يوم الاستقلال الأمريكي.
وألقت الشرطة الأمريكية القبض على ديميتريس بيتس -ذئب القاعدة المنفرد- بعد أن أوقع به عميل تابع لـ"FBI"، وذلك بحسب بيان لوزارة العدل الأمريكية.
محاولة للعودة
وبحسب موقع الأمن الوطني اليوم فإن دعاية داعش الجديد تهدف لإيصال رسالة للعالم بأنه ما زال موجودًا ونشطًا بعد خسارته للأرض التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وخلال الفترة الماضية، نشرت آلة الدعاية الداعشية سلسلة من الفيديوهات والملصقات التي تؤكد على بقاء التنظيم بعد هزيمته وخسارته لما يُعرف بالخلافة المكانية.
وعادت المؤسسات الإعلامية لنشر تهديدات للولايات المتحدة والدول الأوروبية بعد فترة من الصمت، خلال أوائل العام 2019.
