استهداف المناسبات الاجتماعية.. الجماعات الإرهابية للشعوب: الطاعة أو الموت
الأحد 18/أغسطس/2019 - 03:21 م
أحمد عادل
تنامي خطاب الكراهية وتجريم الآخر دفع المتطرفين لإلغاء إنسانيتهم، واستهداف الأبرياء في مناسباتهم الاجتماعية والدينية، بعيدًا عن الشعور بأي ذنب، فهؤلاء بنظر المتطرفين يستحقون الموت.
وتنامت في الآونة الأخيرة العمليات الانتحارية التي تركز على المناسبات الاجتماعية، والتي كان آخرها مقتل 63 شخصًا وإصابة 182 آخرين، من بينهم نساء وأطفال، في تفجير استهدف مساء السبت 17 أغسطس حفل زفاف في العاصمة الأفغانية كابل، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنه.
ماذا حدث داخل القاعة؟
وتتميّز حفلات الزفاف الأفغانية بكثافة عدد المدعوين إليها، بأعداد قد تصل إلى آلاف، وتقام في قاعات كبيرة، يُفصل فيها الرجال عادة عن النساء والأطفال.
ووفقًا لوكالة «فرانس برس»، قال محمد فرهج، الذي كان حاضرًا في حفل الزفاف: إنه كان بالقرب من القسم المخصص للنساء عندما سمع دوي انفجار قوي في القسم المخصص للرجال، وعندما حدث التفجير هرع الجميع إلى الخارج وهم يصرخون ويبكون، موضحًا أن الدخان ملأ القاعة لأكثر من 20 دقيقة، وأن كل شخص تقريبًا في قسم الرجال قُتل أو جرح، مشيرًا إلى أن انتشال الجثث من القاعة كان مستمرًا بعد ساعتين من التفجير.
وعلى غرار استهداف المناسبات الاجتماعية كانت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي حاضرة وبقوة، إذ نفذت في يونيو 2019 هجومًا على قاعة لعرض مباريات كرة القدم في مدينة كوندوجا، بولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، أسفر مقتل 9 أشخاص، وإصابة 48 بجروح خطيرة.
كما ارتكبت في 28 يوليو 2019، جريمة وحشية خلال تشييع جنازة في قرية قريبة من مدينة مايدوجوري شمال نيجيريا، ووجد المشيعون أنفسهم في مواجهة أسلحة مسلحي جماعة بوكو حرام، الذين حصدوا منهم أكثر من 30 شخصًا، في اللحظات الأولى، ليرتفع العدد لاحقًا إلى 65 قتيلًا.
هشام النجار
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الجماعات المتطرفة: إن التنظيمات الإرهابية، تتخذ من تلك النوعية من العمليات ورقة ضغط لإخضاع المجتمع المحلي والتكتلات القبلية لأمر الجماعات، ومنحها الولاء الكامل.
وأكد «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك بعض القبائل والتكتلات ذات النفوذ مستقلة، أو في علاقة مصالح مع جماعة بعينها، وهناك جماعات منافسة تسعى للضغط عبر تنفيذ تلك العمليات للحصول على ولاء تلك القبيلة أو العائلة الكبيرة، لكسب نفوذ مضاعف على حساب الجماعة الأخرى.
وأضاف الباحث المختص في شؤون الجماعات المتطرفة، أن تنظيم داعش يستخدم تلك الورقة للضغط على العائلات والقبائل لإعلان الولاء الكامل له، في محاولة لموازنة القوى مع غيره من التنظيمات والجماعات الفاعلة على الأرض في أفغانستان، وربما جاء التفجير الأخير كوسيلة من «داعش» لكسب ولاء وتبعية المجتمع المحلي والمنافسة بطبيعة الحال مع حركة «طالبان».





