بفخ التعاون وفزاعة الإرهاب.. الحرس الثوري يخترق ضحاياه في آسيا وأفريقيا
نوعان من السياسات المريبة انتهجتهما إيران للتوغل في آسيا وأفريقيا، أولهما
السياسة الخشنة وفيها تكون العدائية واضحة وصريحة بدعم الميليشيات الإرهابية في الدول
المعنية بالاختراق، وثانيهما السياسة الناعمة وتتمثل في تقديم مساعدات في مجالات عدة
كالطاقة والتكنولوجيا ومعامل تكرير النفط والغاز والزراعة.
وترمي السياسة الناعمة إلى توطيد علاقات
طهران الخارجية لتسهيل الاختراق بعد ذلك بهدف السيطرة والهيمنة ونشر التشيع، ومن ثم
التحريض على الطائفية بالمنطقة.
وحول السياسة الناعمة للملالي، نشر مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي، دراسة تفصيلية في يناير
2019، بعنوان «نفوذ الحرس الثوري الإيراني في آسيا الوسطى وشمال أفريقيا» .
وتأتى أهمية أفريقيا بالنسبة إلى إيران
من كونها بوابة نحو العالم عبر المياه الدولية؛ ونطاقًا جغرافيًّا يمكن أنْ تلتف منه
حول دول الجوار في الاتجاهين الغربي والجنوبي،
لذلك تعمل على توفّير محطات تجارية لها على المحيطين الهندي والأطلنطي؛ نظرًا إلى اشتراك إيران مع القارة الأفريقية في الإطلالة على المحيط الهندي.
وأكدت الدراسة، أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني منتشرون في آسيا الوسطى وشمال أفريقيا ومندمجين مع حكومات الدول المنطقة في مصالح مشتركة- بحسب الدراسة.
الاختراق
الإيراني لأفريقيا
يعود الاهتمام الكبير لميليشيات الحرس الثوري
الإيراني بأفريقيا إلى ستينيات القرن الماضي، بالتحديد إلى فترة حكم الشاه، عندما بدأت إقامة علاقات داخل الدول الأفريقية؛ حيث
يتم تقسيم النفوذ الإيراني في أفريقيا من الناحية الجغرافية، إلى علاقات مع
منطقة «الحزام الإسلامي غربي أفريقيا».
ويقصد بإقليم غرب أفريقيا المنطقة الجغرافية التي تمتد من موريتانيا غربًا حتى النيجر شرقًا، ومن موريتانيا شمالًا حتى ليبيريا جنوبًا، ومنها حتى نيجيريا.
واستفادت إيران من خصائص هذا الإقليم لتدعيم
علاقاتها مع دولِه الكثيرة، بزعم أنه يمثل كتلة إسلامية في القارة الأفريقية.
السياسة
الخشنة
ولم تغفل الدراسة سياسة الملالى الخشنة،
وعرجت- دون تفاصيل- على رصد الحضور الإيراني
المتمثل في ميليشياتها الإرهابية بالقرب من
الممرات الملاحية، تحسبًا لأي مواجهة عسكرية تهدد مصالحها.
علاوة على فتح ممرات بحرية وبرية، تسهل
الوصول إلى مناطق الأزمات في الشرق الأوسط، عبر تأمين وجود إيراني قريب من هذه المناطق
وتوفير أوراق للمساومة والضغط في الشرق الأوسط.
وتعتبر إيران السودان من الدول المهمة بسبب الوقود في منطقة البحر الأحمر ويمثل أهمية كبرى للنظام الإيراني، كما شملت هذه العلاقات بحسب الدراسة مع إريتريا وجيبوتي واليمن. ويعد السودان من أهم الدول التي استفادت من جوانب التعاون العسكري بينها وبين الحرس الثوري الإيراني، ومن أهم أشكال التعاون منشأة ما عُرف بـ«مجمع مصانع اليرموك للصناعات العسكرية» بالقرب من الخرطوم.
وكان هذا المصنع معدًا ليكون خط إنتاج الاحتياطي الاستراتيجي الإيراني من الصواريخ،
في حال دخولها أي مواجهة عسكرية.
على الجانب الآخر حصل الجيش السوداني على
صواريخ من طراز شهاب؛ لذلك لا يمكن فصل موقع الحرس الثوري في شمال أفريقيا.
توغل اقتصادي
في آسيا الوسطى
أما التوغل الإيراني في آسيا الوسطى بهدف فرض نفوذه في مناطق آسيا التي تؤهله للاستمرار لفترة
طويلة، والتأثير داخل المنطقة بقوة.
كما تعمل ميليشيات الحرس الثوري الإيراني على انتهاج سياسة تحييد المؤثرات
السلبية في تغلغله داخل دول آسيا الوسطى، تماشيًا مع السياسة الإيرانية التي تحاول
مؤخرًا زج نفسها في الصراع الدولي والإقليمي على منطقة آسيا الوسطى الغنية بالنفط وموارد
الغاز الهائلة التي جعلت هذه الدول تحتل المركز الثالث في مستوى العالم من حيث الإنتاج
كما منحت الحكومة الإيرانية ميليشيات الحرس
الثوري 2 مليار دولار في عام 2006 لتطوير الحقل بإرس للغاز الطبيعي، وعقدًا بقيمة 1.2 مليار دولار لبناء خط أنابيب
متعدد الوجهات، بهدف ربط إيران بباكستان والهند، وكثير من المشروعات التي تموّل الحرس
الثوري في عملياته الخارجية 6.
وتبدو طموحات الحرس الثوري الإيراني الإرهابي في إطار ما سمي مشروع «آسيا الوسطى الأمريكية» الذي يقوم على إنشاء قناة تربط بحر قزوين بالخليج العربي من جنوب شمال إيران؛ حيث تضطلع
إحدى شركات الحرس الثوري الإيراني بإنشاء القناة التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر.





