«إدلب» تشعل معارك النفوذ في سوريا
السبت 10/أغسطس/2019 - 11:17 م
إسلام محمد
على وقع المعارك العنيفة في «إدلب» بالشمال السورى، والتي تسببت في فرار أكثر من 400 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، تتواصل المباحثات الإقليمية والدولية بين الروس والأتراك وإيران لترجمة مخرجات القتال إلى نتائج على طاولة التفاوض.
وقد أعلن المسؤول الخاص بسوريا في الأمم المتحدة بانوس مومتزيس الخميس 8 أغسطس أنّ استئناف المعارك في «إدلب» بعد وقف قصير لإطلاق النار في المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا أثار الذعر بين السكّان.
ولم
يصمد وقف إطلاق النار في «إدلب» أكثر من 3 أيام، إذ أعلن الجيش السوري،
الإثنين 5 أغسطس، استئناف العمليات القتالية شمال غربي البلاد.
ويمثل ذلك خطورة بعد إعلان دمشق موافقتها على هدنة مشروطة بتطبيق اتفاق روسي تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وكررت
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو،
دعوتها إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
فيما
أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ستستضيف قمة في
11 سبتمبر المقبل بين كل من رؤساء وتركيا وروسيا وإيران، لمناقشة الملف
السوري، ليتم بعد ذلك تحديد قمة رباعية بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا
حول سوريا أيضا.
ويعيش في إدلب نحو ثلاثة ملايين نسمة تقطعت بهم السبل بعد 8 سنوات من الحرب والعنف، وتسيطر ما تعرف بهيئة تحرير الشام على معظم المحافظة وأجزاء من محافظات حلب وحماه واللاذقية، كما تنتشر في المنطقة فصائل أخرى.
وفي
حين تشتعل المواجهات بين فصائل مدعومة من تركيا، وقوات سورية تابعة
لروسيا، فإن إيران تركز جهودها في «دير الزور» و«درعا» في شرق وجنوب البلاد
والعاصمة دمشق وما حولها.
من
جانبه أكد الباحث السوري عبدالله تركماني، أن الصراع في سوريا إقليمي في
وجه من وجوهه، وقد أضحى للقوى الإقليمية كلها ميليشيات تحارب عبرها في هذا
الطرف أو ذاك، ومؤسسات إغاثية تهيمن عليها، وتجمعات سياسية تؤثر في
مواقفها.
وقال
فى تصريح لـ«المرجع»، إن تركيا تقوم بدعم المعارضة والجماعات المسلحة التي
تعمل على الأرض، ليس حبًا فيها، وإنما لأنّ عمقها الإستراتيجي للشرق
الأوسط من خلال سوريا، خاصة أنّ إيران هي الموازن الإستراتيجي الأبرز
لأنقرة في السيطرة على المنطقة، وبالتالي فإنّ هذا يعتمد على ما يمكن أن
نطلق عليه «الإزاحات الاستراتيجية»، أي كل فاعل يحاول إزاحة الفاعل الآخر
من إحدى ساحات الصراع، من أجل ملء الفراغ الذي سيخلِّفه تخلِّي الفاعل
الآخر.
وتابع في تصريحات لـ«المرجع»، أن مصالح تركيا الجوهرية تتمثل في
حماية حدودها، وعودة ما يقارب ثلاثة ملايين لاجئ سوري تستضيفهم، والعمل
على بقاء المناطق ذات الأغلبية الكردية في الشمال جزءًا لا يتجزأ من سوريا،
مستطردًا أن ثمة اندفاعة عاطفية سوريا تجاه تركيا باعتبارها الملاذ الآمن
للاجئين السوريين، وفتح أبواب التعليم والعمل والإقامة أمامهم، وأيضًا
الخوف من صعود المشروع الإيراني في المنطقة.
وأضاف
تركماني، أن مشروع المحافظة على النظام السورى تمثله إيران، ليس حبًا فيه،
ولكن لأنه يمثل حليفًا استراتيجيًا وامتدادًا لمشروعها في الهيمنة على
المنطقة، لذلك نرى أنّها بذلت ما بوسعها من دعم النظام بالمقاتلين، فضلًا
عن الدعم اللوجستي، ولا شك أنّ ما دفع إيران للقفز إلى هذا المستوى، من
الوضوح والشفافية في تظهير أدواتها وأهدافها، استشعارها تغيُّرات قادمة في
المشهد الإقليمي، من خلال احتمال تشكُّل تكتل من القوى الإقليمية المركزية
يقف ضد طموحاتها.





