التأسيس الثاني من المعقل الأول.. أسباب عودة داعش مجددًا في سوريا والعراق
يوم بعد آخر تزداد التحذيرات
الاستخباراتية من عودة تنظيم داعش مرة أخر في كل من سوريا والعراق تحديدًا، بعدما
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية نهاية التنظيم هناك مع مطلع العام الجاري.
لم ينته بالكامل
ويقول
الجنرال مارك كيميت، نائب وزير الدفاع الأمريكي سابقا، في تصريحات: إنه لا أحد
يعتقد أن داعش انتهى بالكامل، وما نعتقده الآن أن التنظيم سيكون قادرًا على شن
هجمات كبيرة مثل التي نفذها في العامين 2014 و2015، والحصول على أراض للسيطرة
عليها، إضافة إلى وجود تنظيمات إرهابية أخرى تعمل على الأرض ولا تتعلق بفكر
الخلافة المزعومة للتنظيم.
وأضاف: «ما يبقى موضع قلق هو أن التنظيمات الإرهابية كلما وجدت لنفسها ملاذًا هادئًا لجمع الأموال والتخطيط ستلتزم به، وهناك أماكن ومناطق في سوريا والعراق توفر هذه الظروف للتنظيم، وهو ما طالبنا به بإزالة هذه الملاذات الآمنة تماما لمنع عودة التنظيمات».
وحذر
مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية، في تقرير صدر أمس الأربعاء، من أن تنظيم
(داعش) الإرهابي عاود الظهور في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد،
مشيرًا إلى أنه عزز قدراته في العراق، إنه برغم خسارته (خلافته) (على المستوى)
الإقليمي، فإن تنظيم داعش في العراق وسوريا عزز قدراته في العراق واستأنف
أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي من العام الجاري.
إعادة البناء
وأضاف
التقرير أن التنظيم استطاع توحيد ودعم عمليات في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع
بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن
عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها.
وأوضح التقرير أن عودة التنظيم إلى الظهور في سوريا حدثت عندما قامت واشنطن «بالانسحاب جزئيا» منها، مخالفة بذلك رأي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًّا، التي كانت تطالب «بمزيد من التدريب والتجهيز».
ويقول
الدكتور حسين علاوي، رئيس مركز أكد للشؤون الاستراتيجية: إن الهجمات التي نفذها
داعش مؤخرًا بالعراق، والتي تعد حرب عصابات بعدما كسرت الحرب شوكته، لكنه سجل عودة
مدروسة بعض الشيء لبناء علاقات مع المقاتلين المحليين وإعادة التحالفات، والترويج
عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتأثير نفسيا لصالحه.
«إن
التنظيم عمل على إعادة البناء الهيكلي لقيادته التي تتشكل حاليا وتنمو في المناطق
النائية، بقيت 4 مناطق هي مركز تنقل التنظيم مستغلة الطبيعة الديموجرافية ما بين
ديالا وصلاح الدين، وحبرين، ومخمور، والثرثار، وهذه المناطق التي قد تتواجد بها الخلايا
المتحركة بالتنظيم الإرهابي لكن مراكز الثقل العسكري بالتأكيد انتهت»، بحسب
علاوي.
أجانب ومحليون
ويضيف علاوي: لاحظنا بالعراق،
لاحظنا انخفاض تدفق المقاتلين الأجانب من سوريا، لكن بالمقابل تبقى المشكلة
الأساسية في المقاتلين المحليين، كان هناك مراهقون في داعش أعمارهم 10 سنوات،
وأصبحوا الآن في عمر الـ14 عاما وهو ما تم رصده في صور، وهذا هو الخطر الذي يحتاج
إلى معالجة إضافة إلى نساء التنظيم فيما يعرف بـ"الأرامل السوداء"
التي تطلق من خلال التنظيم وعوائله خاصة المحتجزين في مخيم الهول.
ويضيف الجنرال الأمريكي: إنه علينا أن نتفهم قصة صعود تلك الحركات الإرهابية على مر السنوات الثلاث
الماضية، حتى قبل التدخل الأمريكي بالمنطقة، كما يجب أن تتفهم الولايات المتحدة أن
التنظيمات الإرهابية لا يمكن القضاء عليها بسرعة أو معالجها بإجراءات في منطقة
واحدة أو من اتجاه واحد.
«قد
أخطأنا في تقييم وضع داعش في الشمال السوري حين بدأنا التعامل مع فلول
التنيظم، كنا نحسب أن هناك آلاف العناصر المتبقين من داعش في الباغوز لكن وجدنا
مئات الآلاف منهم على الأرض، لا يجب أن نتهاون بهذه الأرقام وبقدراتهم»، بحسب
كيميت.
حلول
غير عسكرية
يقول
كيميت، إن الإجراءات الحقيقية يجب أن تتم من خلال العمل على سد المنافذ الحدودية
بين البلدين بحيث لا يكون هناك أي ملاذات آمنة خاصة في الأنبار، وأن تتعاون وزراتا
الداخلية في سوريا والعراق في تنفيذ ذلك.
«هناك
مشكلات غير طبيعية في سوريا والعراق وخاصة التي تتعلق بالوضع الاجتماعي، أحسب أننا
بدأن للتو للنظر في إعادة التعامل مع تنظيم داعش بعدما فرحنا بنفسنا من أننا
هزمناه .. أخشى من أن الطلقات قد نفذت من القوى المحاربة للتنظيم، وعلينا أن نجمع
أموالًا لإعادة إعمار العراق وأموال من أجل الموصل، واستثمار الجهود والموارد بشكل
حقيقي» بحسب كيميت.
وأوضح
أن «الإرهاب مشكلة أيديولوجية مر عليها قرن من الزمان، ويجب القضاء على الظروف
الإنسانية التي يمكن أن تستغلها الجماعات المتطرفة سواء داعش أو القاعدة، وغيرها،
وقد تم تحقيق نجاح في تحييد الإرهابيين في السعودية، وهنا يجب أن تكون مثل هذه
البرامج للتعامل مع من اعتنقوا التطرف، وهو أمر يجب على دول المنطقة أن تحدد هذه
البرامج».
وأضاف
علاوي، أن العراق يحتاج إلى تطبيق نظام تنمية لمواجهة بقايا التطرف، والعمل على
إعادة إدماج المتطرفين المحليين الذي انضموا للتنظيم، من خلال برنامج اقتصادي
كبير، لأن محاولة تجاهلهم أو تصفيتهم لن تكون سهلة.





