ad a b
ad ad ad

صحفيّة «تليجراف» توثق شهادتها.. تفاصيل مروّعة من أطلال مدينة فلبينية دمرها «داعش»

الأربعاء 07/أغسطس/2019 - 04:56 م
مدينة مراوي بجزيرة
مدينة مراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية
أحمد لملوم
طباعة

منذ أسبوعين تقريبًا توجهت كيرلوي إنجرام، الصحفية الباحثة المتخصصة في الجماعات المتشددة إلى مدينة مراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في زيارة معايشة ومعاينة على أرض الواقع.


ظلت «مرواي» تحت سيطرة جماعة إرهابية تابعة لتنظيم داعش منذ مايو عام 2017، حتى حررتها القوات الأمنية الحكومية في معركة ضارية خلفت وراءها دمارًا شديدًا ضربت المدينة.

 


مدينة مراوي بجزيرة
مدينة مراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية
توثيق صحفي

 مشاهد الدمار هي ما ذهبت «إنجرام» لتوثيقها صحفيًّا، ويوم الإثنين الماضي 5 أغسطس 2019، استقبل صفحات «تليجراف» البريطانية، شهادة كيرلوي إنجرام، التي كتبت ما شهدته علاوة على إضافة وجهة نظرها في ما رأته ووثقته.

 تروي الصحفية البريطانية، بعد أن نقلت بالتفصيل آثار الخراب والتدمير في المدينة: «رغم خروج الإرهابيين من المدينة بالفعل، فإن تهديد تنظيم داعش مازال قائمًا، وفي القلب منه اهتمام التنظيم الإرهابي بالنساء، لقد ارتكب المتشددون جرائم كثيرة ضد النساء، لكنهم حاليًّا يرغبون في تجنيدهن بشكل مباشر، أو في دعمهن للتنظيمات الإرهابية بطرق أخرى، كحث أعضاء عائلاتهن من الذكور للانضمام إلى صفوف أحد التنظيمات، بسحب الصحفية البريطانية».


فشل حكومي
وترى إنجرام أن زياراتها الميدانية للمدينة جعلتها تؤمن أن هناك فشلًا من قبل الحكومة الفلبينية في إدراك هذا الخطر، مشيرةً إلى وجود حالة من الاستهانة بقدرة استخدام التنظيمات الإرهابية للنساء لتحقيق أهداف محددة، يمكن أن تغير مجرى الأحداث في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، وتعاني الفلبين من انتشار جماعات إسلاموية متشددة في جنوب البلاد؛ حيث يعيش أغلب أبناء الأقلية المسلمة والتي يقدر عددهم قرابة خمسة ملايين في البلد ذات الأغلبية الكاثوليكية.
 
واستهلت الكاتبة مقالها- أو شهادتها- بذكر خلفية أيديولوجية عن الجماعات الإرهابية في الفلبين، مؤكدةً أن مشاركة النساء في الجماعات المتطرفة في الفلبين وفي أماكن أخرى، ظاهرة حديثة؛ بسبب تقليص دور المرأة في هذه الجماعات وقصره على جلوسها في البيت وإعداد الطعام لزوجها ورعاية الأبناء، وأدى ذلك إلى اعتبار النساء تهديدًا أمنيًّا أقل خطورة من الرجال، ويوجد نقص في البحوث المتعلقة بالمرأة كعامل فاعل للتطرف العنيف، كذلك إسهامات المرأة المحتملة في منع التطرف العنيف في جنوب شرق آسيا.

 وتعتمد استراتيجية تنظيم داعش في استهداف النساء كأعضاء جدد في الفلبين على وعود الحصول على زوج صالح والأمن وسبل العيش الأفضل، ويتم الترويج لفكرة أنهن يلعبن طرح نموذج الأم والأخت والزوجة، مع طرح تصور جديد مؤخرًا في طرح صورة المرأة كمقاتلة، هذه التصورات جزء مهم يؤسس لنظام داعش الاجتماعي والسياسي والديني، والذي يرتبط ارتباطًا جوهريًّا بالأداء بين الجنسين، بما في ذلك الاستفادة من النساء «المقاتلات»؛ لإشعار الرجال غير الناشطين في الجهاد.
داعش في مدينة مراوي
داعش في مدينة مراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية

قناصات داعش ومجنداته
وأجرت إنجرام مقابلات ومناقشات جماعية مركزة مع نساء من مدينة مراوي، وفي حين أن لغة الماراناو هي اللغة السائدة بين النساء اللاتي تحدثت إليهن، فإن اللغة الإنجليزية يتم التحدث بها على نطاق واسع في مينداناو. وكشفت مع خلال الحديث معهن أن جهود داعش محليًّا لتجنيد النساء غالبًا ما تعتمد على النماذج النسائية الأربعة (الأم والأخت والزوجة والمقاتلة)، وأخبرت كثيرات من النساء أن الفقر والبحث عن الاستقرار المالي باستمرار عوامل رئيسية حفزت النساء، وغالبًا مع أفراد الأسرة، على الانضمام إلى الجماعات المحلية التابعة لتنظيم داعش.

وتتابع إنجرام: «أخبرتني النساء عن الأسر التي وعدت بما يتراوح بين 600 و700 دولار (ما يقرب من 30 إلى 40% من متوسط الدخل السنوي) إذا انضم أطفالها لهذه الجماعات، وهناك كذلك تجنيد بعض النساء كقناصة؛ بسبب الاعتقاد بأنهن يستطعن التركيز لفترة أطول، ولديهن أياد أكثر ثباتًا من الرجال، واستُخدم بالفعل بعض النساء كقناصات في الفلبين من قبل، تحديدًا في 2013 خلال حصار مدينة زامبوانجا في جزيرة مينداناو الجنوبية على يد متمردي الجبهة الوطنية لتحرير مورو، قيل لي: إن غالبية عمليات التجنيد حدثت في المناطق الريفية خارج مدينة مراوي؛ حيث الظروف المعيشية والمالية أشد سوءًا، ويسهل على مسؤولين التجنيد الوصول إلى سكان هذه المناطق».
 
واستخدمت النساء أيضًا في تجنيد الرجال والنساء من خلال استغلال أدوارهن كأمهات وأخوات وزوجات للمجندين المحتملين، وكداعمات لمشروع تنظيم داعش، ومنهن «فيضة» البالغة من العمر 18 عامًا وجُنِّدت من قِبل تنظيم داعش عندما كانت في سن الـ16، وعلى الرغم من أنها كانت مترددة في البداية في الانضمام، لكن الظروف المالية الصعبة لعائلتها جعلتها توافق، وكانت تتلقى 200 دولار، وبعد نجاحها في تجنيد الشباب والفتيان للتنظيم، ارتفع أجرها إلى 500 دولار.

الكلمات المفتاحية

"