ad a b
ad ad ad

الخلافات تضرب الحركة.. «النهضة» تفشل في اختيار مرشح للرئاسة التونسية

الإثنين 05/أغسطس/2019 - 09:45 م
المرجع
أسماء البتاكوشي
طباعة
بعد وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في 25 يوليو الماضي، وتبكير موعد الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر لها 29 نوفمبر المقبل، إلى منتصف سبتمبر، أعلنت حركة النهضة، أنها ستحدد موقفها من تلك الانتخابات، ما إذا كانت ستقدم مرشحًا لها، أم تكتفي بدعم شخصية توافقية من خارجها.

الخلافات تضرب الحركة..
وقال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبدالكريم الهاروني: «حتى الآن لم يتم الحسم فيما يتعلق بمسألة مرشحنا للانتخابات الرئاسية المقبل، وسنعلن عنه الثلاثاء 6 أغسطس»، وهو ما يظهر عدم ثبات الحركة على موقف محدد.

وكشف «الهاروني» أن نتيجة التصويت داخل المجلس كانت لصالح الرأي المدافع على ترشيح شخصية من داخل الحركة لخوض الانتخابات الرئاسية، بـ45 صوتًا مقابل 44 صوتًا طالبوا بترشيح شخصية من خارج الحركة.

وقد شهد اجتماع مجلس شورى «النهضة» الذي عقد السبت بمدينة الحمامات خلافات عميقة بين الأعضاء على خلفية الاختبار بين دفع الحركة بأحد القياديين من الحركة كـ«راشد الغنوشي» زعيمها، و«عبدالفتاح مورو» رئيس البرلمان المؤقت؛ لخوض الانتخابات، أو الاكتفاء بدعم أحد المرشحين من خارجها كـ«عبدالكريم الزبيدي» وزير الدفاع التونسي، و«يوسف الشاهد» رئيس الحكومة.

الخلافات تضرب الحركة..
وذكرت صحف تونسية أن «عبداللطيف المكي» القيادي البارز في الحركة، غادر اجتماع مجلس شورى النهضة؛ إثر خلافات واسعة حول مرشح النهضة للانتخابات؛ إذ علق في تصريح لصحيفة «الشارع المغاربي»: إنه غادر الاجتماع بشكل استثنائي؛ لأسباب شخصية، رافضًا الكشف عنها، ومكتفيًا بالقول «سأحتفظ بها لنفسي».

وأشارت الصحف إلى أن هناك نحو 45 عضوًا صوتوا لصالح تقديم شخصية من داخل الحركة للانتخابات الرئاسية، لكن في الوقت ذاته هناك 44 عضوًا طالبوا بدعم شخصية من خارجها، والحسم يحتاج أغلبية نحو50 صوتًا.

الخلافات تضرب الحركة..
خلافات عميقة داخل «النهضة»

وعلق الكاتب والمحلل السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي على ذلك بالقول إن حركة النهضة ستتعمد عدم الزج بأحد مرشحيها في الانتخابات الرئاسية، حتى يبقى لها ما تقايض به في الانتخابات البرلمانية.

وأضاف «اليحياوي» في تصريحات لـ«المرجع» أن الحركة تبحث بالتأكيد عن بعض الشخصيات المستقلة من خارجها، التي ترشحت وتعمل على دعمها من خلال عملية تبادل للمنافع، فضلًا عن أنها تحشد القوى، من أجل أن تحظى بالتأييد في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأشار إلى أن هذا الفشل فى تحديد مرشح يعكس عمق الخلافات داخل «النهضة»، لاسيما وأن الاجتماع المذكور بدأ أعماله وسط ضجيج غضب لافت عبر عنه القيادي عبداللطيف المكي، الذي غادر قاعة الاجتماع، ثم لحق به بعد ذلك القيادي نور الدين البحيري، وذلك في موقف احتجاجي واضح، مؤكدا أن الأيام القليلة الماضية ستكون حاسمة، من ناحية دخول هذه الحركة منعطفًا من شأنه وقف المناورات التي يمارسها «الغنوشي».

وحول ملف مرشحي حركة النهضة الإخوانية التونسية للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح سابق لـ«المرجع»، إن رئيس البرلمان التونسي عبدالفتاح مورو هو الأقرب للترشح، لكن الصورة في المشهد الداخلي حتى الآن غير واضحة.

وأضاف «فهمي» أن مجلس شورى النهضة لم يتفق على مرشح، سواء من داخلها أو خارجها، مشيرًا إلى أن القرار قد لا يصدر من داخل المجلس أو الحركة في تونس، ولكن يمكن أن يصدر من قبل التنظيم الدولي للإخوان، خاصة أنها لا تريد أن تخسر أرضًا ومكانة سياسية في دولة جديدة، لذا يمكن أن يشرف التنظيم الدولي بنفسه على هذه القضية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الحركة يمكن أن تدعم « يوسف الشاهد» كمرشح عنها، خاصة أن العلاقات بينهما جيدة، والشاهد وجه مقبول، واختياره سيعكس دلالة مهمة بأن الحركة لا تريد السيطرة على المشهد السياسي في تونس.

الكلمات المفتاحية

"