بالنهب وتهديد الأئمة.. الحوثيون يشنون الحرب على مساجد اليمن
لم تسلم مساجد اليمن من هجمات الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، فقد صدرت اتهامات جديدة للحوثيين أكدها أكاديميون يمنيون وموظفون في قطاع الآثار، بنهب كميات ضخمة من المخطوطات الأثرية من مكتبات المساجد التاريخية بذريعة ترميمها، واتلاف المخطوطات القديمة التي تتعارض مع أفكار الميليشيا.
كما انقطعت الصلاة في بعض أنحاء محافظة صعدة في الشمال اليمني بعد فرض ميليشيات الحوثيين الإرهابية على أئمة وخطباء المساجد الدعاء لقادة الميليشيا في صلاة الجمعة، فألغيت صلاة وخطبة الجمعة في عموم مساجد الطائفة الزيدية في المحافظة التي تتبع عبدالعظيم الحوثي الذي هو على خلاف كبير مع أخيه عبدالملك زعيم الجماعة الإرهابية.
سرقة وتهديد
بالقتل
وبدأت القصة الخميس قبل الماضي حين أصدرت مجموعة من فقهاء المذهب الزيدي تعليمات لخطباء الجوامع، بإيقاف الخطابة في جميع الجوامع التابعة لهم في أنحاء الجمهورية بعدما تعرضوا للسجن والتهديدات وتم الهجوم على منزل أحد الفقهاء، وأوضح الفقهاء أن فحوى التهديد الصادر من ميليشيات الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران نص على أنه «إما أن تقفوا إلى صفنا وتحشدوا في جوامعكم، وفي كل مكان معنا وضد العدوان وأمريكا وإسرائيل، أو فإن عليكم سحب دعاتكم والمرشدين من عموم محافظات الجمهورية، وايقاف الإرشاد والدعوة وتعليم الدين، وإيقاف الخطب، وإلا فإنكم جميعًا بلا استثناء هدف لنا، وإن أي خطيب يعتلي أي منبر في أي جامع داخل الجمهورية سوف يتم قتله على الفور».
كما نهبت الميليشيا المساجد الواقعة في
مناطق سيطرة الحوثيين، وعزلوا الخطباء الذين يرفضون الانصياع لهم في العاصمة صنعاء
ومحافظتي إب والحديدة، واستبدالهم بخطباء موالين لهم، وتسليمهم نسخًا جاهزة من خطبة
الجمعة، والدعاء الذي يتوجب عليهم قوله والذي يحرض على الكراهية.
وقد عانى الأهالي في مناطق سيطرة الحوثي
من ممارساتهم مثل توحيد الأذان وإغلاق مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح والدروس الليلية،
والمساعي الحثيثة للسيطرة على المساجد بالعاصمة ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها،
وتحويل هذه المساجد إلى أماكن للتعبئة الطائفية.
وفي عيد الفطر الماضي اختطفت الميليشيا
عددًا من السكان بسبب إقامتهم صلاة عيد الفطر.في «حي حزيز» بصنعاء لأنهم
لم يلتزموا بفتوى الميليشيا الحوثية، باعتبار أن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، واتبعوا
وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، التي أكدت أنه أول أيام عيد الفطر.
وأعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد، من
قبل إحصائية بالمساجد التي قامت الميليشيات الإيرانية باستهدافها، بلغت 750 مسجدًا،
منها 282 مسجدًا في العاصمة صنعاء، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجدًا، والبقية في
مناطق متفرقة، منها ما دمر قصفًا، أو بالنهب والاقتحام، كما حولت بعضًا منها إلى ثكنات
عسكرية ومخازن أسلحة للميليشيات.
النسخة
البشعة من الشيعية
من جهته أكد الباحث المتخصص في الشؤون
الإيرانية، محمد عبادي أن الميليشيا الإرهابية
تجاوزت الخطوط الحمراء حتى بالنسبة للزيود أنفسهم رغم أنها قامت بالأساس بزعم حمايتهم
وتمثيلهم، وهو الأمر الذي لا يلقى قبولًا داخل الطائفة الزيدية.
ولفت إلى أن الإجراءات الحوثية لم تقتصر
على الالتزام بتوحيد خطب الجمعة، وإنما شملت الاعتداء على الدعاة الذين يشرحون العقيدة
الصحيحة للناس وترهيبهم من أجل فرض الأيديولوجية الحوثية عليهم، مما يعكس خوف الميليشيا
من حرية الكلمة، ومحاولة تحويل المساجد إلى منابر تسبح بحمدهم ليل نهار.
وأضاف لـ«المرجع»: إن النسخة المتشددة من التشيع
لا تلقى قبولًا في مناطق الشمال بالصورة التي تصدرها الميليشيا للعالم الخارجي، مما يتطلب
دعم تلك القبائل للتخلص من سلطة الحوثي.





