الدواعش الإيرانيون.. أدوات نظام الملالي لخدمة مصالحه
مساء الإثنين 29 يوليو،
كانت عناصر ما تُسمَّى بـ«هيئة تحرير الشام» تستعد لحملة جديدة ضد خلايا عناصر
تنظيم «داعش» الإرهابي في الشمال السوري، وانطلقت عناصر «تحرير الشام» إلى مدينة «سراقب»
التابعة لمحافظة «إدلب»، ووصلوا إلى مقر خلية أمنية داعشية في ريف سراقب، وحاصروا
المنزل الذي كانت توجد فيه 3 من العناصر.
وطلب أفراد الجهاز الأمني
لـ«تحرير الشام» عناصر «داعش» الاستسلام؛ لكن العناصر الداعشية رفضت وقررت القتال
حتى النهاية، وفجر اثنان منهم أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، أثناء الاشتباكات، وبعد
دقائق عم الصمت أنحاء المكان، بينما استعد أفراد «تحرير الشام» لاقتحام المنزل،
بعد أن دخلوا إلى المكان الذي تناثرت فيه الأشلاء، وجد أفراد «تحرير الشام» جثة مسؤول
التفخيخ الداعشي في إدلب المعروف بـ«أبي دعاء الإيراني».
كانت تلك واحدة من المرات
النادرة التي ظهر فيها عنصر إيراني داخل «إدلب» منذ سيطرة الفصائل المسلحة عليها
عام 2015، إذ اعتاد الأهالي رؤية المقاتلين الإيرانيين جنبًا إلى جنب مع قوات
الجيش السوري، لكن هذه المرة كان «الإيراني» إرهابيًّا في «جيش البغدادي».
سلسلة هجمات
في عام 2017، دعا المتحدث
باسم تنظيم «داعش» أبو الحسن المهاجر من وصفهم بـ«جنود الخلافة» لتنفيذ هجمات
إرهابية داخل إيران، بسبب دورها في الحرب على التنظيم في سوريا والعراق، وفي 8 من
يونيو من العام نفسه، شن التنظيم أولى
هجماته داخل إيران مستهدفًا مقر البرلمان، وقبر زعيم الثورة الإيرانية الخميني.
وبعد ما يزيد عن عام، هاجم
الدواعش الإيرانيون استعراضًا عسكريًّا لقوات الحرس الثوري في مدينة الأحواز،
ونشرت وكالة الأعماق الداعشية، فيديو لمنفذي الهجوم وهم يؤدون البيعة لزعيم التنظيم
أبوبكر البغدادي، وعقب الهجوم بث التنظيم كلمة صوتية لأبي الحسن المهاجر دعا فيها
من وصفهم بـ«جنود الخلافة وأنصارها» لمواصلة الهجمات ضد قوات الحرس الثوري والجيش
الإيراني.
رجال البغدادي فى طهران
عمل تنظيم «داعش» الإرهابي
على استقطاب عناصر إيرانية، وتجنيد خلايا جديدة للعمل داخل إيران وخارجها، إذ أعلن
التنظيم عبر إصدار مصور سابق بثه، ضمن ما عُرف بـ«حملة
تجديد البيعة للبغدادي» المسماة بـ«والعاقبة للمتقين»، وجود مجموعة تسمى بجنود
الخلافة في إيران.
وظهر في الفيديو الذي بثه
المكتب الإعلامي لما يعرف بولاية خراسان 5 مسلحين ملثمين يقودهم أبومجاهد الفارسي زعيم
جنود الخلافة في إيران.
وقال الفارسي: إن العمليات
التي تنفذها خلايا داعش ستستمر في فترة ما بعد انهيار الخلافة المكانية؛ معتبرًا
أن ذلك يأتي ثأرًا للمسلمين في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان، على حد تعبيره.
الهتيمي:
إيران تستفيد من إرهاب داعش
من جانبه قال أسامة
الهتيمي، الخبير في الشؤون الإيرانية: إن الإيرانيين المنضويين تحت لواء «داعش»
يشملون العناصر الحانقة على نظام الملالى والرافضين لسلوكه في الداخل، من حيث
اضطهاد الأقليات العرقية والمذهبية وممارسة الانتهاكات بحق أهل السنة، أو في
الخارج من حيث التدخلات الإيرانية السافرة في شئون الدول المحيطة.
وأضاف «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن هناك عددًا من
المنتمين للعرقيات المضطهدة أو من منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني
انضموا لــ«داعش»، كما جند الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية مقاتلين آخرين
وأرسلهم للانضمام للتنظيم، لتحقيق أغراض بعينها منها اختراق التنظيم والكشف عن
أسراره وتحركاته؛ فضلًا عن التأثير في توجيه والمساهمة في توظيفه وفق الحسابات
والأهداف الإيرانية.
وأشار الهتيمي إلى أن
تقارير كشفت أن كثيرًا من العناصر التي تم الإعلان عن انتمائها لتنظيم داعش كان لها نشاط دعوي سابق يحظى بقبول ومساعدة
النظام الإيراني، وأنه تم القبض على بعضهم من قبل الاستخبارات الإيرانية ثم تم
الإفراج عنهم نظير كفالات مالية، وهو ما يؤكد أن النظام الإيراني يعمل على اختراق
التنظيم عبر هذه العناصر.
واعتبر الخبير في
الشأن الإيراني أن نظام الملالي حاول إظهار نفسه بمظهر الضحية التي اكتوت بنار
الإرهاب لنفي الشبهة عن نفسه، والحقيقة أنه أوعز لعناصره داخل داعش بشن هجمات مثل
التى طالت مجلس الشورى الإيراني أو ضريح الخميني أو حتى حادثة الحرس الثوري
العام الماضي، التي تمت بعد سنوات من تمدد تنظيم داعش.
مستقبل «جنود الخلافة»
يؤكد أسامة الهتيمي، الخبير
في الشؤون الإيرانية أن مستقبل ما يسمى بـ«جنود الخلافة» في إيران مرهون بالدرجة
الأولى بالأهداف والمصالح الإيرانية ففي حال رأت إيران أهمية لأن تفعل وتصعد من معركتها
الوهمية فيما بينها وبين داعش فإنها ستدفع إلى تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها
بأيد هذه العناصر، فضلًا عن المساهمة بشكل أو بآخر في تفعيل دور خلايا التنظيم في
العراق وسوريا وغيرهما، بحيث تلفت نظر المجتمع الدولي إلى خطورة التنظيم، ومن ثم
ضرورة التحرك لمواجهته ومحاربته وهي الحرب التي لابد أن يكون لإيران دور فيها،
لتكون النتيجة في النهاية لزوم حدوث تعاون بين إيران والمجتمع الدولي وفي مقدمته
الولايات المتحدة.





