إعلام «شورى درنة» يتجاهل العمليات العسكرية ويُصدِّر أخبار غزة
الخميس 17/مايو/2018 - 02:09 م
سارة رشاد
عمدت النوافذ الإعلامية المعبرة عما يعرف بـ«مجلس شورى درنة»، التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا، التركيز في الأيام الماضية على تطورات الأحداث في فلسطين وقطاع غزة في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، إذ انشغلت النوافذ المعنية ببث أخبار المجلس عبر تطبيق «تليجرام» بمهاجمة أمريكا بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، متجاهلة تطورات الأوضاع في مدينة درنة بعد تكثيف الجيش الليبي عملياته باتجاه المدينة لتطهيرها من سيطرة «القاعدة».
وتشهد المدينة عمليات عسكرية بمقتضى القرار الذي أعلنه قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، في 7 مايو الحالي، وأشار فيه إلى بدء عملية تطهير درنة، إذ تستخدم القوات القصف المدفعي والدخول البري في الوقت نفسه.
وإزاء هذه العمليات يلتزم مجلس شورى درنة الصمت، إذ خلت القناة الخاصة عبر «تليجرام»، للقاضي الشرعي للمجلس، والجهادي المصري، عمر رفاعي سرور، المُكنَّى بـ«أبو عبدالله المصري» والمقيم في درنة، بحسب بيانات السلطات الليبية، من أي تدوينات عن الأحداث في درنة، مكتفيًا بتعليق واحد ضمني نشره في 5 مايو، وتحدث فيه عن سلامة النية في «دفع الصائل»، بحسب قوله.
يشار إلى أن مصادر ليبية كشفت في وقت سابق لـ«المرجع»، عن اختفاء قيادات الصف الأول لـ«شورى درنة» من المدينة، موضحة أنهم كانوا كثيري الظهور، ويتجولون في الشوارع، إلا أنهم اختفوا منذ منتصف أبريل الماضي بتعليمات من التنظيم، بالتزامن مع تواتر أنباء آنذاك عن بدء عملية عسكرية على المدينة.
وتعليقًا على ذلك قال، فوزي الحداد، المحلل السياسي الليبي: إن تجاهل المجلس لما يشن عليه من هجمات وضبط عدد من عناصره من قبل الجيش، الغرض منه التقليل من العملية وعدم إعطائها أهمية.
وأوضح «الحداد» في تصريح لـ«المرجع»، أن ذلك لا ينفي أن الجيش حقق تقدمات على حساب الإرهابيين، والعمليات قد تستمر لشهور، نظرًا للطبيعة الجغرافية الصعبة لمدينة درنة، وكونها مدينة محاطة بالجبال وشمالها بحر.
وتوقع أن تقضي العملية على الإرهابيين، مشيرًا إلى وجود تجاهل دولي للعملية وتعمد وضعها من قِبَل بعض الجهات في سياق أنها عملية عسكرية ضد مدنيين وليسوا إرهابيين.
وفي الاتجاه نفسه، كان مجلس شورى درنة قد أعلن حل نفسه، يوم الجمعة الماضي، كاشفًا عن مسمى آخر هو «قوة حماية درنة»، للإيحاء بأن من يحمل السلاح في درنة ضد الجيش ليسوا عناصر تابعة لـ«القاعدة»، بل مدنيين يحمون أنفسهم.





