بتصريحات عنترية.. طهران تستبق «اجتماع فيينا» لابتزاز أوروبا

في محاولة لفرض أمر واقع على الدول الموقعة على الاتفاق النووي، أعلنت إيران عودة مفاعل آراك النووي للعمل، وهو أحد أكبر منشآتها النووية.
ووفقًا لوكالة الطلبة الإيرانية فقد أبلغ رئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية
علي أكبر صالحي نوابا اليوم، أن بلاده ستستأنف العمل في مفاعل آراك للماء
الثقيل.

سلمية المفاعل.. أكاذيب إيران تتوالى
وينتج هذا المفاعل وقود يستخدم في صناعة الرؤوس الحربية النووية، كما يستخدم في إنتاج الكهرباء.
ونقل عن رئيس منظمة الطاقة الذرية قوله: «نحن نستخدم حاليًّا 11 مليون برميل من النفط في محطة توليد الكهرباء بألف ميجاوات، ولكل 1000 ميجاوات محطة الوقود الأحفوري تنبعث منها 7 ملايين طن من الغازات الملوثة». يجب أن نفكر في الأجيال القادمة وكذلك البيئة.
ويعمل آراك بالمياه الثقيلة، ويستخدم كذك في إجراء أبحاث لعلاج مرضى السرطان، ويُستخدم البلوتونيوم الذي ينتجه في صنع القنابل النووية فينتج نحو 9 كجم من البلوتونيوم سنويًّا تكفي لنحو سلاحين نوويين، ولكن إيران تتعهد باستمرار بأن المفاعل لن يُستخدم إلا للأغراض البحثية.
وفي الثالث من يوليو الجاري، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن طهران ستبدأ إعادة العمل في مفاعل آراك للماء الثقيل بعد السابع من يوليو إذا لم توفر الدول الأعضاء في الاتفاق الحماية للتجارة مع إيران وهو تعهد منصوص عليه في الاتفاق لكن العقوبات الأمريكية أعاقته.
وكان عباس عراقجي نائب وزير الخارجيبة الإيراني هدد بأنه إن لم تتمكن الأطراف الباقية في الاتفاق النووي من العودة إلى الجدول الزمني لتحديث مفاعل آراك، ستكمل إيران إنشاء المفاعل في آراك بناء على الصيغة السابقة.
وتوقفت إيران منذ اكثر من شهرين بنقض بعض الالتزامات في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، وذلك بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق عام 2018، وإعادة فرض عقوبات على طهران.

الاتفاق النووي وأوروبا.. إنقاذ الممكن
وتحاول الدول الموقعة على الاتفاق النووي الحفاظ عليه رغم تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.
واليوم عقدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين اجتماعًا مع إيران في فيينا؛ لمناقشة سبل إنقاذ الاتفاق، لكن الاجتماع لم يسفر عن نتائج ملموسة.
وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي بعد المحادثات اليوم: إن اجتماعًا طارئًا مع أطراف موقعة على الاتفاق النووي كان «بناء»، مضيفا: «هناك الكثير من التعهدات».
وتابع: «كما قلنا.. سنواصل تقليص التزاماتنا بالاتفاق لحين تأمين الأوروبيين لمصالح إيران بموجبه». واعتبر أن «احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية انتهاك للاتفاق النووي».
ودعت بريطانيا إلى تشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية؛ لضمان سلامة الملاحة في مضيق هرمز، وهو طريق دولي حيوي لنقل النفط، وقال متحدث باسم الحكومة الإيرانية اليوم: «إن تشكيل مثل هذه المهمة سيبعث برسالة عدائية».
وقالت بريطانيا اليوم: إن المدمرة دنكن التابعة للبحرية الملكية وصلت الخليج للانضمام إلى فرقاطة بريطانية ترافق السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر المضيق.

تصريحات عنترية
من جانبها اعتبرت الدكتورة نسرين مصطفى، الباحثة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن التصريحات الإيرانية عنترية، وتهدف لتصعيد الموقف، وأنه من المنتظر أن يصدر موقف أشد تصعيدًا ومن المعتاد أن تصريحات القادة الإيرانيين تارة تتجه للتصعيد الشديد، وتارة تميل للتهدئة، فمن غير المتوقع أن تندلع الحرب، لكن نحن نعيش أجواء حرب وهي محاولة لابتزاز الخليج، وإيران تحاول تضخيم صورتها أمام دول المنطقة.
وأضافت للمرجع أن الاتحاد الأوروبي لن يتخذ إجراء ضد إيران؛ لارتباط مصالحها بها، والغرب يريد تعظيم نفوذه في المنطقة وليس إسقاط نظام إيران، وواشنطن لو كانت تريد إسقاط النظام الإيراني لأسقطته، لكنها تريد أن تبقيه كفزاعة لدول المنطقة، وضمان وجود عسكري في المنطقة التي تضم أهم مصادر الطاقة في العالم، وضمان وجود مشترين دائمين للسلاح الأمريكي.