من باب التهديد والمساومة.. إيران تتحدى العالم بمفاعل نووي جديد
السبت 27/يوليو/2019 - 11:42 ص

إسلام محمد
جاء إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، الجمعة 26 يوليو 2019، البدء في إنشاء المحطة النووية الثانية في «بوشهر» خلال النصف الأول من الشهر المقبل؛ ليعكس إصرارًا إيرانيًّا على المُضي قُدما في مشروعها النووي، رغم القلق الذي باتت تثيره استفزازات دولة الملالي في أنحاء العالم.

علي أكبر صالحي
و نسبت وكالة أنباء «فارس» الرسمية، أمس لصالحي، قوله: إن هناك لجنة مختصة بإعادة تصميم مفاعل أراك الذي أعيدت هيكلته بعد توقف دام لعدة أشهر، موضحًا أن المرحلة الأولى ستكون عبارة عن صب الأساسات في محطة بوشهر الثانية، ووفقًا لخطة السنوات الست المقبلة، وستكون المحطة الثانية جاهزة للتشغيل، وفي السنوات الثماني التالية لهذه الفترة ستكون محطة بوشهر الثالثة جاهزة للعمل.
وقد شهد مطلع يوليو الجاري، تجاوز إيران بعض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي؛ بسبب عقوبات الولايات المتحدة المفروضة عليها؛ إذ أعلنت تجاوز مخزونها من اليورانيوم- ضعيف التخصيب- لمستوى الـ300 كيلو جرام، وهو الحد الأقصى المسموح بامتلاكه، وفق الاتفاق المبرم في يوليو 2015.
ومن بين عناصر الاتفاق، التي باتت سارية المفعول اعتبارًا من يوم 16 يناير 2016، إعادة تصميم مفاعل أراك؛ لإنتاج الطاقة، وكانت واشنطن مسؤولة على مساعدة طهران على تنفيذ المهمة، لكن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أعلن في أغسطس الماضي، أن بريطانيا ستحل محل الولايات المتحدة بعد انسحاب الأخيرة من عملية تطوير المفاعل.
تهديد ومساومة
من جهتها قالت الباحثة في الشأن الإيراني، نورهان أحمد أنور: إن إيران تريد التأكد من ادعاء البريطانيين بدعم خطة إعادة تصميم مفاعل آراك، ويتضمن الاتفاق النووي - بريطانيا أحد الموقعين على الاتفاق النووي - الإبقاء على مفاعل آراك مع إجراء تغيير في قلب المفاعل والذي يعرف باسم «كالاندريا»، بحيث يحول دون إنتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، ولن تتم فيه إعادة المعالجة وسيتم تصدير الوقود المستهلك فيه
وأضافت للمرجع في اعتقادي، أنه تهديد ومساومة ليس إلا، لأن إيران تعرف تمام المعرفة والإدراك أنها لو نفذت هذا سوف تعطي أمريكا مبررًا شرعيًّا لضربها ضربات عسكرية محدودة أو لوكالائها في المنطقة، وما أكثر تهديداتهم بتخصيب اليورانيوم التي يهددون من خلالها كل الدول الموقعة على الاتفاق النووي؛ ليشعروهم بالخطر من أنهم قد يخصبوا اليورانيوم.

تحديات متزايدة
من ناحية أخرى أقدمت طهران الأربعاء الماضي على إجراء تجربة صاروخية جديدة في تحدٍ متزايد لأمن العالم وتحذيرات الدول الغربية، ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر في البنتاجون، أن طهران اختبرت صاروخًا بالستيًّا بإمكانه إصابة أهداف على بُعد نحو 1000 كيلومتر، لكن لم يتم الكشف عن هذه التجربة إلا ليلة أمس.
وعقب حديث وزير الخارجية الايراني، جواد ظريف، عن احتمال القبول بمناقشة البرنامج الصاروخي مع واشنطن، نقلت وكالة «إرنا» عن الممثلية الإيرانية في الأمم المتحدة، تأكيدها عدم صحة التقارير التي ترددت في هذا الشأن، وشددت على أن «البرنامج الصاروخي الدفاعي الإيراني غير قابل للتفاوض إطلاقا»، واعادت تفسير كلام ظريف.
وتشكل الصواريخ البالستية التي تمتلكها إيران ومجموعات إرهابية غير نظامية تابعة لها في المنطقة، خطرًا ومصدر قلق كبير للأمن الإقليمي والدولي، وقد بررت واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي بعدة أسباب، من ضمنها أنه لا يشمل البرنامج الصاروخي، وترفض إيران التفاوض بشأن أي تغييرات للاتفاق، وهددت بالمزيد من الخروقات لبنود الاتفاق، إذا لم تبذل أوروبا جهودًا إضافية للحد من تأثير العقوبات الأمريكية