ad a b
ad ad ad

الانقلاب على الحلفاء.. الحوثيون يقتلون شيوخ القبائل ويمثلون بجثثهم

الأحد 28/يوليو/2019 - 10:16 م
المرجع
علي رجب
طباعة

تعيش المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، فترة صعبة، مع تصاعد عمليات الاغتيال لعدد من الشيوخ والوجهاء القبليين، رغم أنهم من أبرز حلفاء الجماعة، وهم من عبَّدوا لها الطريق لدخول محافظة عمران والسيطرة على العاصمة صنعاء.


وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت هذه الظاهرة، وأصبحت هناك مسافة كبيرة تتسع يوما بعد يوم بين ميليشيا الحوثي ومشايخ القبائل، وهو ما يشكل مكسبًا كبيرًا للحكومة الشرعية والتحالف العربي في استعادة مشايخ القبائل في اليمن من معسكر الحوثي؛ لانهاء انقلاب الحوثي وتحرير صنعاء من يد الميليشيا.

 


الانقلاب على الحلفاء..

 بعد الاغتيال.. سحل جثث الحلفاء والتمثيل بها

 بهدف أحكام قبضتهم على شمالي اليمن دون أي شريك، وإنهاء سلطة القبيلة في المناطق الاستراتيجية، نفذ الحوثيون مخطط اغتيال وتصفية لمشايخ القبائل، بعد أن اختلقت الميليشيات أسبابا وهمية للصراعات تمهيدًا للتخلص من حلفاء الأمس.


آخر عمليات التصفية الجسدية، كانت مقتل أحد أبرز المتحالفين مع ميليشيا الحوثي ووجهاء القبائل، الشيخ مجاهد قايد قشيرة الغولي، الأحد 21 يوليو بمديرية القفلة شمال غرب عمران، بعد أن خاض مواجهات مع مسلحي الحوثي، ونتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى بينهم قيادات.


وقد أقدمت ميليشيا الحوثي، على سحل «قشيرة» بعد مقتله والتمثيل بجثته في مديرية ريدة، والتنكيل بعدد من أفراد أسرته، وتفجير منزلهم، كما تعمدت توثيق وتصوير عملية التمثيل والسحل وتوجيه الشتائم للجثة، وترديد الصرخة الطائفية، قبل أن تنشر المقاطع المسجلة، على مواقع التواصل الاجتماعي.

الانقلاب على الحلفاء..

مزيد من التصفيات الجسدية

وقد لعب «قشيرة» دورًا كبيرًا في سيطرة ميليشيا الحوثي على محافظة عمران، وفقًا لقيادي في الحزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني في تصريحات لـ«المرجع».


وأضاف الخوداني، أن «قشيرة» يتقدم صفوف الميليشيات ويصفونه بالمجاهد، وفِي نفس المحافظة وزعت الميليشيا مشهد قتله وسحل جثته في الشوارع، قبل أن تتناوب مجموعة من عناصر الميليشيات على ركل الجثة بالأقدام وأعقاب البنادق في واقعة لم تشهد اليمن مثلها.


«قشيرة» ليست المغدور به من قبل الحوثي في عمران؛ حيث قتلت ميليشيا الحوثي، في 13 يوليو، الشيخ القبلي «سلطان محمد الوروري» بمديرية القفلة شمال غرب محافظة عمران، وهو ما أدى إلى اشتعال وثورة غضب قبائل عذر والقفلة ضد ميليشيا الحوثي.


الشيخ سلطان الوروري كان من أوائل من قاتل مع الحوثيين في محافظة صعدة، كما شارك في عدة جبهات في محافظات الجوف ومأرب والحديدة.


وبعد اغتيال «الوروري»  قتل أيضًا وفي مديرية ريدة بالمحافظة ذاتها العميد محمد الشتوي «مدير الأمن السياسي» والقيادي البارز في الميليشيا وأحد وجهاء قبيلة سفيان، وهو من محسوبي جناح رئيس استخبارات الحوثي أبو علي الحاكم وتم التمثيل بجثته أيضًا.


وأواخر مايو الماضي، شهدت مدينة ابن تصفية العميد عبدالقادر سفيان، المعين من قبل ميليشيا الحوثي وكيلًا لمحافظة إب، على يد الميليشيا يعد أن ساهم في تمكينهم من الاستيلاء على المحافظة.


وفي مطلع أبريل الماضي، أقدم ميليشيا الحوثي على تصفية الشيخ القبلي أحمد سالم السكني، عضو المجلس المحلي بمديرية ريدة التابعة لمحافظة عمران، بمنطقة صرف، شرق العاصمة صنعاء.


كما  فرضت ميليشيا الحوثي أجواء من التوتر والترهيب خصوصًا مع إصدار الميليشيات حكمًا بالإعدام بحق الشيخ التهامي «علي بن علي القوزي» شيخ مشايخ قبائل صليل شمال الحديدة، والتي تشمل مديريات القناوص والزيدية والضحي والمغلاف والمنيرة.


كما تعتقل ميليشيا الحوثي، الشيخ مختار القشيبي، شيخ مشائخ بلاد الروس والأمين العام لحزب العمل اليمني، ورغم محاولات أبناء القبيلة إطلاق سراحه، إلا أن ميليشيا الحوثي ترفض إطلاق سراحه.


وبات العديد من الشخصيات القبلية والمشايخ وأعضاء في مجالس محلية وعسكريين سابقين يتحاشون الخروج ويلازمون منازلهم فيما يشبه الإقامة الجبرية على تواز مع اعتقالات وتلفيق اتهامات بالخيانة وغيرها من قبل مشرفين وقيادات ميليشيات الحوثي، وأيضًا خوفًا من الاغتيال والتصفية.

الانقلاب على الحلفاء..

 ثورة القبائل .. نار في انتظار الحوثي

وتعيش القبائل حالة من الغليان والثورة المكتومة ضد ميليشيا الحوثي، كما وقعت العديد من الاشتباكات بين  القبائل والحوثي، تكشف عن حجم العداء المتصاعد بين الطرفين.


فقد اندلعت في يناير الماضي،  اشتباكات دامية بين  قبائل حجور في محافظة حجة وميليشيا الحوثي سقط فيها الكثير من القتلى من الجانبين.


كما وقعت اشتباكات بين قبيلة «ذو سودة» بمحافظة «عمران»، وميليشيا الحوثي سقط فيها العديد من القتلى والجرحي


وفي نوفمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، بين ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأفراد من قبيلة «همدان» إحدى قرى قبائل طوق صنعاء، خلفت عددًا من القتلى والجرحى من الطرفين.


ومؤخرًا توعدت قبائل «العوذلة» بمديرية «مكيراس» في محافظ «البيضاء»، وسط اليمن، بإخراج ميليشيا الحوثي الانقلابية من مناطقها، والثأر لقتل الأخيرة أحد أبنائها وتعذيب الآخر بعد اختطافهما، كما أعلنت قبائل «الزرانيق»، أهم قبائل محافظة الحديدة، تجهيز 3 آلاف مقاتل من أبناء القبائل؛ للمشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، في معركة الحسم وطرد الميليشيات المتمردة من المحافظة.


ويوجد أكثر من مئتى قبيلة في اليمن؛ ما يضيف للقبائل أهمية سياسية في بناء الدولة؛ إذ تلعب دورًا رئيسيًّا في صناعة القرار السياسي، بحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة عدن، الدكتور سمير الشميري، في بحثه المعنون بــ«القبيلة والسلطة.. القوة والضعف».


وأكد قائد قوات الأمن المركزي في «الحديدة»، العقيد صادق عطية، في تصريحات صحيفة، أن تحرك القبائل ورفضها عنجهية الميليشيات لم يقتصر على محافظة بعينها، بل تمدد إلى كل مناطق سيطرتها؛ لتتسع رقعة التعبئة ضد وجود حلفاء إيران، كحكام بالقوة لمناطق قبلية تملك إرثًا تاريخيًّا من المواجهة لأنظمة الحكم وتغيير الموازين على الأرض، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يكشف عن تمزق هيبة الميليشيات التي حاولت فرضها بالعنف والإرهاب والتوحش.


التحالف والحكومة الشرعية كان لهم دور كبير في استقبال كل مشايخ القبائل التي انشقت عن الحوثي وثارت ضده، فالشيخ علي صالح الطيري، أبرز زعماء القبائل في البيضاء والذي انضم للشرعية، وكذلك أعلنت قبائل بني الحارث وأرحب وبني حشيش انضمامها للشرعية؛ ما يساهم في تغيير حسابات الصراع  على الأرض لصالح الحكومة الشرعية والتحالف.

الانقلاب على الحلفاء..

استعادة القبائل من الحوثي

الخوداني أكد في تصريحه للمرجع، أن كل القيادات المتحوثة القديمة والجديدة سوف يتم تصفيتهم، فـ«قشيره» خامس قيادي يتم تصفيته من قبل الحوثي خلال 10 أيام.


وأضاف، أن الحوثيين لديهم مخطط للتخلص من كل مشايخ القبائل التي ساعدته في الانقلاب والسيطرة على المدن اليمنية، قائلًا: « مسلسل تصفية الحوثيين لكل من تعاون معهم وخان أهله وبلده».

 

وتابع، أن ميليشيا الحوثي أصبحت لا تثق في مشايخ القبائل في ظل  انشقاق العشرات منهم خلال الأشهر الأخيرة، وانضمامهم إلى الحكومة الشرعية، ومواجهة الميليشيا.

 

وطالب الخوداني الحكومة الشرعية والتحالف العربي بدعم القبائل، في مواجهة الميليشيا واستغلال انعدام التام للثقة من قبل الحوثي للقبائل وكذلك ثورة القبائل ضد الحوثي، بعد القتل والإهانة والاعتقال؛ من أجل إنهاء سلطة الحوثي في صنعاء.

 

وشدد السياسي اليمني، أن الفرصة مواتية لقبائل اليمن؛ ليغيروا وجه التاريخ ويسقطوا أبشع فترة حكم يشهدها اليمن على يد ميليشيا الحوثي، والتي لا تختلف عن تنظيم القاعدة وداعش.

"