يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«لواء فاطميون».. ذراع «خامنئي» لمدّ النفوذ الإيراني في سوريا

الخميس 17/مايو/2018 - 11:17 ص
المرجع
علي رجب
طباعة
خسائر متتالية تتكبدها صفوف «لواء فاطميون»، آخرها مقتل سيد ناصر حسيني، القيادي في الميليشيا الأفغانية الممولة من إيران، في معارك ريف دير الزور الشرقي بسوريا، لترتفع فاتورة الدماء الأفغانية على الأراضي السورية.

ويتشكل «لواء فاطميون» من اللاجئين الشيعة الأفغان، الذين أغراهم نظام المرشد الأعلى علي خامنئي للحرب في سوريا، تحت شعارات الدفاع عن المقدسات «مرقد السيدة زينب في دمشق»، مقابل الحصول على الدعم المادي، والأهم الحصول على الجنسية الإيرانية.

التأسيس
تأسس «لواء فاطميون» على يد الأفغاني «علي رضا توسلي» -قُتل في أواخر فبراير 2015، أثناء معارك درعا جنوب سوريا- بعد اندلاع الصراع في سوريا؛ حيث بدأ التنظيم كفصيل مسلح تابع للحرس الثوري في سوريا، لكنه تطور حتى أصبح لواءً مقاتلًا في أواخر 2012.

وينتمي مقاتلو «لواء فاطميون» إلى قومية الهزارة الأفغانية، وهم يتبعون المذهب الشيعي الاثني عشري، ولجأ الكثير منهم إلى إيران مع استمرار الصراع بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية.

التجنيد
جاء تجنيد مقاتلي «لواء فاطميون» عبر إغراءات إيرانية للاجئين الأفغان الشيعة، الذين قدروا بنحو 440 ألف لاجئ؛ حيث اعتمد التجنيد على الإغراءات المادية؛ نظرًا لأن أغلب اللاجئين يُعانون من الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية؛ حيث أشار تقرير لتليفزيون «RTE» الأفغاني الحكومي إلى أن المقاتل في صفوف «فاطميون» يحصل على نحو 500 دولار شهريًّا.

واعتمد التجنيد أيضًا على الجانب الروحي عبر أكذوبة الدفاع عن المقدسات الشيعية، وفي مقدمتها مرقد السيدة زينب في دمشق، فقد أفتى المرجع الأفغاني البارز، المقيم في مدينة «قم» الإيرانية، «محمد آصف محسني»، بوجوب القتال في سوريا؛ ما أدى إلى انضمام شباب الهزارة إلى الحرب في سوريا، ومن ثم تشكيل «لواء فاطميون»، وكذلك اعتمد على إغراء اللاجئين الأفغان بمنحهم الإقامة والجنسية الإيرانية.

وقد استقبل المرشد علي خامنئي عوائل أسر مقاتلي «لواء الفاطميون» أكثر من مرة خلال 2016 و2017، من أجل دعم عوائل المقاتلين والقتلى.

عدد المقاتلين 
يتميز «لواء فاطميون» بأن مقاتليه ينتمون إلى جنسية واحدة وقومية واحدة، ويدينون بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي، ووفقًا لتقارير نشرتها مواقع إيرانية، يبلغ عدد مقاتلي «لواء فاطميون» نحو 14 ألف مقاتل، تلقوا تدريبًا على يد ضباط الحرس الثوري، ودائمًا تجمعهم لقاءات عسكرية مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهم يُشكلون عصب الميليشيات الإيرانية في سوريا.

ويتكون «فاطميون» من ألوية «كتائب أهل الحق» و«ذو الفقار»، ويشارك في المعارك منذ انطلاقها بسوريا تحت مسمى «الدفاع عن الأضرحة الشيعية».

الانتشار
ينتشر مقاتلو ميليشيا «لواء فاطميون» في أغلب مناطق الاشتباك السورية؛ حيث يوجدون في العاصمة دمشق للدفاع عن مرقد السيدة «زينب»، وفي جبهات ريف دمشق «الغوطة الشرقية – القلمون»، وريف حلب «حندارات، ودرعا»، وريف دير الزور، ومدينة تدمر في محافظة حمص بوسط سوريا.

الميزانية
وفقًا لتقديرات عديدة، تبلغ ميزانية «لواء فاطميون» نحو 400 مليون دولار منذ بداية الصراع السوري، أي حوالي 75 مليون دولار في العام؛ حيث يحصل المقاتل على متوسط راتب شهري يبلغ نحو 500 دولار.

3 آلاف قتيل وجريح
وحسب موقع «الباسيج»، بلغ عدد قتلى «لواء فاطميون» في إيران نحو ألفي قتيل وألف جريح.

وقال زهير مجاهد، رئيس الشؤون الثقافية في «لواء فاطميون»: إن عدد قتلى الأفغان في سوريا بلغ أكثر من ألفين ونحو ألف جريح.

الجرائم
رصدت العديد من تقارير المنظمات الحقوقية انتهاكًا واسعًا لمجال حقوق الإنسان من قبل مقاتلي «لواء فاطميون»؛ حيث أقدمت هذه الميليشيات على حرق منازل أحد أحياء مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وكذلك مارست التعذيب والخطف ضد السكان الأصليين، خاصة في مناطق أهل السُنَّة؛ حيث يُشكل الواعز المذهبي الدرجة الأولى في عمليات الانتهاكات من قبل ميليشيات «فاطميون».
"